رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

صدمة عالمية وإدانات دولية لم تتوقف حتى الآن، منذ حادث الاعتداء على «سلمان رشدي» في نيويورك قبل أيام، ليزداد اهتمام القراء برواياته ومؤلفاته، لاسيما «آيات شيطانية»، التي تلقّى تهديدات لا تُحصى على أثرها، وأغضبت العالم الإسلامي.

اللافت أنه فور وقوع الحادث تصدرت «الآيات الشيطانية» في ثلاث طبعات، مبيعات الكتب في موقع «أمازون»، لتسجل أعلى قفزة خلال الأيام الماضية، كما بيعت في مكتبة «ستراند بوكستور» الشهيرة في نيويورك، آلاف النُّسَخ من رواياته، إضافة إلى ما تم بيعه عبر الإنترنت!

لن نتحدث عن الحالة الصحية الحرجة لـ«المهدور دمه»، الذي يصارع الموت، أو إلقاء الضوء على هذه «الرواية» التي تحوي أفكارًا سخيفة وعديمة القيمة، وشهرته التي جابت الآفاق ليصبح اسمه معروفًا على مستوى العالم، رغم صعوده إلى الصدارة مع روايته الحائزة على «البوكر» 1981، بعنوان «أطفال منتصف الليل»!

كما لن نتحدث أيضًا عن كونه أفضل الكُتَّاب البريطانيين على قيد الحياة، أو حصوله على وسام فارس من الملكة إليزابيث الثانية عام 2007، وقبلها في نفس السنة حصوله على الوسام الملكي البريطاني الرفيع «رفقاء الشرف»!

لن نتحدث أيضًا عن تحويل روايته «الوقحة» إلى عرض مسرحي جاب عواصم أوروبية، في ظل حراسة أمنية مشددة، أو الاحتفاء به وتكريمه رسميًا في دول عديدة حول العالم، من خلال مشاركاته في ندوات ومحاضرات ومؤتمرات!

لكننا أمام تساؤل منطقي ومشروع: لماذا تنطوي الإساءات والتجاوزات فقط ضد النبي محمد.. ولمَ كل تلك الحملات ضد الإسلام ورموزه ومعتقداته ومجتمعاته، سواء أكان من خلال الباحثين والمفكرين والمستشرقين والساسة والحكام الغربيين، أو عبر وسائل الإعلام ورجال الصحافة والكُتَّاب والرسامين والفنانين في الغرب؟

نتصور أنه لم يعد ممكنًا، القبول والتعاطي مع الإساءات والتجاوزات الغربية على الإسلام، كمنظومة فكرية وقيمية وإنسانية عظيمة، وكأنها سلوكيات ومواقف وتصرفات عفوية غير ممنهجة، بعيدة عما يدور ويُخَطَّط له من الحاقدين والسفلة المنحطين، الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام ورسوله!

على مدار عقود طويلة، يتعرض الرسول الأكرم، والدين الإسلامي، لرسومات مسيئة، وإهانات بالغة، لم ينجُ منها حَرْق القرآن الكريم، بذريعة حرية التعبير، ناهيك عن التضييق على المسلمات وممارسة الشعائر وإغلاق المساجد وحظر الحجاب، وكثير من الاحتكاكات والتجاوزات الاجتماعية والسياسية والإعلامية، البعيدة عن دائرة الرصد والتوثيق.

أخيرًا.. نعتقد أن الغرب بإطاره العام الشامل، كنُخَبٍ سياسية وفكرية وثقافية ومنظومات مجتمعية، لم يميِّز أو يفصل بين إسلام حقيقي يتبنى مبادئ التسامح والتعايش والاعتدال ونبذ العنف والارهاب، وآخر مشوَّه وزائف يقوم على التكفير والقتل وإلغاء الآخر، أيًّا كانت هويته وانتماؤه وعقيدته!

فصل الخطاب:

يقول المتنبي: «مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ.. ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ».

[email protected]