رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

فى العادة لا تخرج من ميادين الحروب أخبار تدعو إلى التفاؤل، إلا ميدان الحرب الروسية على أوكرانيا التى اشتعلت فى الرابع والعشرين من فبراير.. ففى الثانى والعشرين من هذا الشهر خرج من ميدانها ما يبدد التشاؤم الذى رافقها منذ انطلاقها!

لقد خرج من ميدانها خبر يقول إن الروس اتفقوا مع الأوكرانيين على استئناف تصدير الحبوب من البحر الأسود الذى يطل عليه البلدان، وقد جرى توقيع الاتفاق قبل يومين من دخول الحرب شهرها السادس، وبعد أن كان التصدير قد توقف كليًا أو جزئيًا!

صحيح أن الاتفاق تم بشكل غير مباشر بين الطرفين، وصحيح أنهما لم يتصافحا فى أثناء التوقيع على الإنفاق، ولكن هذا كله ليس مهمًا فى الحقيقة، فالاتفاق فى حد ذاته هو المهم، وما عداه ليس مهمًا سواء تصافح الطرفان أو لم يتصافحا!

وسوف يظل هذا الاتفاق من الاتفاقات الغريبة جدًا فى موضوعه، لأنه رغم ثنائيته من جيش الشكل بين طرفيه، إلا أنه اتفاق رباعى فى الحقيقة!

هو رباعى لأنه ليس اتفاقًا بين روسيا من جانب، وبين أوكرانيا من جانب آخر وفقط، ولكن هناك طرفًا ثالثًا هو تركيا التى أحضرت كل طرف من الطرفين على حدة إلى فندق من فنادق اسطنبول، وجاء أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ليكون هو الطرف الرابع.. وهكذا كانت تركيا والأمم المتحدة تجلسان فى غرفة مع موسكو للحصول على توقيعها باعتبارها الطرف الأول، ثم تذهبان للجلوس مع كييف فى غرفة ثانية للحصول على توقيعها باعتبارها الطرف الثانى!

والكلام الآن هو عن السماح بتصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود، وعن دخول الاتفاق حيز التطبيق العملى خلال أسابيع قليلة!

ولا بد أن جوتيريش هو أسعد الناس بتوقيع هذا الاتفاق، لأنه كان دائم التحذير منذ انطلاق الحرب من خطر مجاعة تخيم فى سماء العالم، إذا طالت الحرب وطال بالتالى وقف تصدير الحبوب من الموانيء الأوكرانية.. وحين تم التوقيع قال الرئيس الأوكرانى إن عشرين مليون طن من القمح جاهزة فى موانئ بلاده للتصدير بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ!

وربما يكون الاتفاق بين موسكو وكييف على هذا الأمر بداية لاتفاق أوسع يطوق نيران الحرب بينهما، ويُبعد شبح حرب عالمية عن كوكب الأرض الذى ما كاد يتنفس الصعداء من انحسار هجوم كورونا، حتى وجد نفسه واقعًا تحت وطأة ما هو أسوأ من كورونا بين روسيا وأوكرانيا!