رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

يقال فى العادة عن الشخص الذى يعود من طريق مشى فيه دون شىء يكون قد حققه، إنه شخص «خرج من المولد بلا حمص».. ولا ينطبق هذا المثل الشعبى الظريف على طرف فى زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن الأولى فى المنطقة، قدر ما ينطبق على الطرف الفلسطينى!

لقد كانت مدينة بيت لحم الفلسطينية هى المحطة الثانية فى جولة بايدن، وكان موقعها فى المسافة بين تل أبيب التى كانت هي المحطة الأولى، وجدة التى كانت هى المحطة الثالثة والأخيرة، وعندما ذهب الرئيس الأمريكى إلى المدينة فى الضفة للقاء مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فإن سقف توقعات الفلسطينيين من وراء الزيارة لم يكن عاليًا على كل حال!

ذلك أن الجواب «يبان من عنوانه» كما نقول، ومن عنوان زيارة بايدن إلى تل أبيب كان كل متابع يستطيع أن يرى أن قضية فلسطين ليست أولوية على أجندة سيد البيت الأبيض.. ففى إسرائيل وقّع بايدن «إعلان القدس» مع يائير لبيد، رئيس الحكومة الاسرائيلية، وقد بدا الاتفاق من اسمه وكأنه خاص بما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن الحقيقة أنه يخص المواجهة الأمريكية الإسرائيلية مع إيران، ومع ملفها النووى بالذات!

وفى بيت لحم كان كل ما لدى الضيف الأمريكى ١٠٠ مليون دولار قدمها دعمًا للمستشفيات الفلسطينية فى الضفة على سنوات، وكان المعنى أن واشنطون مستعدة لدعم إنسانى خجول للفلسطينيين، وما عدا ذلك لم يكن هناك وجود للدعم السياسى فى القضية، رغم أنه الدعم الأجدى بمراحل من أى دعم انسانى، مهما كان حجمه، ومهما كانت الأنشطة التى سيغطيها!

ومن الواضح أن الكيل قد فاض بالرئيس عباس الذى صاح وهو يلقى كلمة بحضور الرئيس الأمريكى قائلاً: نحن لسنا إرهابيين!

ولم يكن غريبًا والحال هكذا أن ينتهى اللقاء بين الطرفين، دون صدور بيان مشترك عنهما كما جرت العادة فى مثل هذه الأحوال، فصدر بيان منفرد عن الطرف الفلسطينى.. وهذه نادرة سياسية فلسطينية سوف نظل نرويها بين النوادر!

وهكذا.. فالرئيس الأمريكى تذكر بالكاد وجه القضية الإنسانى، وهو يعلن نبأ المائة مليون دولار، ولكنه نسى أو تناسى الوجه السياسى للقضية نفسها، ولم يحمل لها فيما يخص هذا الوجه سوى بعض الأمنيات الطيبة، رغم أنه الوجه الأهم فى قضية زاد عمرها على السبعة عقود، ولم تعد المسكنات الإنسانية تجدى معها ولا عادت تفيد!