عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

 

قمة جدة للأمن والتنمية عقدت فى توقيت استثنائى من التاريخ المعاصر، فالعالم يمر بلحظات فارقة قد تتغير فيها كل الموازين فتصعد قوى وتتلاشى أخرى، فهناك صراع دائر قد يظل باردًا، وقد يشتعل فيتحول إلى حرب عالمية ثالثة، وهناك أزمات تتفاقم منها أزمة الغذاء والطاقة، وانهيار اقتصادات العديد من الدول.

قمة جدة أعتبرها من وجهة نظرى مكسباً كبيرًا لمصر والأمة العربية، سياسيًا واقتصاديًا، فمن حيث المكان حضر الرئيس الأمريكى إلى السعودية بعد فترة من توتر العلاقات على خلفية مقتل الصحفى جمال خاشقجى، والتقى الرئيس الأمريكى بايدن برئيسنا الهمام الذى أسقط كل المخططات الأمريكية الغربية وأنقذ مصر والمنطقة من الفوضى و التقسيم، وأشاد بايدن بمصر ودورها المحورى فى صون السلم والأمن ونشر السلام فى المنطقة، وهو ما أعتبره من المشاهد الرائعة فى هذه القمة.

أما أروع المشاهد فكان خطاب الرئيس السيسى الجامع المانع الذى وضع النقاط على الحروف وقدم رؤية مصر لكافة التحديات وكيفية مواجهتها، تحدث السيسى بكل قوة وعرض التعاون على نحو يلبى تطلعات ومصالح الشعوب استنادا إلى علاقات وروابط قوية وممتدة قائمة على إعلاء مبادئ راسخة لتحقيق المنفعة المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

ألقى رئيسنا كلمته بكل شموخ ليس معبرًا عن مصر ومصالحها فقط، ولكنه تحدث بلسان الأمة من واقع مسئولية أم الدنيا تجاه الوطن الأكبر، طرح الصورة كاملة بكل صدق وشجاعة ووجه رسائل حازمة وعرض الحلول والمساعدة بيد ممدودة بالسلام.

قال الرئيس أمتنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات من أجل التصدى لهذه التحديات، وعن مصير الأزمات الممتدة التى تعيشها منطقتنا العربية منذ أكثر من عقد وآفاق تسويتها، وكشف الرئيس عن أنه يعمل فى مصر على خطة التصدى للأزمات المحلية والعالمية انطلاقًا من إيمانه بأن للجميع هوية واحدة وهى الانتماء للإنسانية.

وتطرق السيسى إلى ما تتعرض له أجزاء من الأمة العربية صاحبة التاريخ والحضارة والإمكانيات البشرية والموارد، من صراعات وحروب وكوارث خلفت آلاف اللاجئين والنازحين والمتضررين، وفاقدى الأمل فى غد أفضل، وقال إن الوقت حان لكى تتضافر الجهود لوضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد.

وكشف الرئيس السيسى عن الوجه القبيح لبعض القوى التى خططت لإثارة القلاقل والتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية واعتدت عليها عسكريًا على أراضيها والعبث بمقدراتها، بل واستعادت نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة، مع وجود عداءات طائفية واثنية وعرقية وقبلية لا غالب فيها ولا مغلوب.

وكمعلم محنك أخبرهم باختصار أن مصر قادرة ولكنها تسعى دوما للسلام، فلديها تجارب تاريخية وكانت دومًا رائدة وسباقة فى الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات وانتهاج مسار السلام إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة.

فالعالم يتسع للجميع، وهو سلام الأقوياء القائم على الحق، والعدل، والتوازن، واحترام حقوق الآخر، وقبوله.

ووضع الرئيس خارطة طريق من 5 محاور للتحرك فى القضايا ذات الأولوية للعمل على نهضة واستقرار المنطقة وكان أولها قضية مصر والعرب الأولى وهى القضية الفلسطينية، فلابد من التوصل لتسوية عادلة وشاملة، على أساس حل الدولتين المستند إلى مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، وتعيش فى أمن وسلام جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

المحور الثانى بناء المجتمعات على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الأيديولوجيات الطائفية والمتطرفة.

المحور الثالث يشمل الأمن القومى العربى، فهو كل لا يتجزأ، وأكد الرئيس ضمن هذا المحور على ضرورة احترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، والإخاء، والمساواة. وكذلك على ضرورة اتخاذ خطوات عملية تفضى لنتائج ملموسة باتجاه إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط.

وتضمن المحور الرابع قضية الإرهاب التى تعد من التحديات الكبرى والتى عانت منه الدول العربية على مدار عدة عقود.

وأعلن السيسى أمام الجميع أن مصر تجدد التزامها بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بكافة أشكاله وصوره بهدف القضاء على جميع تنظيماته والميليشيات المسلحة المنتشرة فى عدة بقاع من عالمنا العربى.

وكشف الرئيس عن القوى الخارجية التى ترعى التنظيمات والميليشيات المسلحة لخدمة أجندتها الهدامة، وحذر الرئيس داعمى تلك الجماعات ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر، وطالبهم أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة، وأن يدركوا بشكل لا لبس فيه أنه لا تهاون فى حماية أمن مصر والعرب القومى وما يرتبط به من خطوط حمراء، وأكد أننا سنحمى أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل.

وفى المحور الخامس أكد الرئيس على ضرورة تعزيز التعاون والتضامن الدوليين لرفع قدرات دول المنطقة فى التصدى للأزمات العالمية الكبرى والناشئة، كقضايا نقص إمدادات الغذاء، والاضطرابات فى أسواق الطاقة، والأمن المائى، وتغير المناخ.

وأشار السيسى فى كلمته إلى أهمية تجديد الالتزام بقواعد القانون الدولى الخاصة بالأنهار الدولية بما يتيح لجميع الشعوب الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية بشكل عادل.

حقًا كانت كلمة الرئيس السيسى تاريخية كشفت مواطن أزمات المنطقة فى ظل التحديات التى تواجه العالم، ووضعت روشتة الحلول لتؤكد قدرة مصر ومكانتها ودورها الرائد على المستويين العربى والعالمى.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.