رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أثبتت الايام الماضية أن إرث شينزو آبى محسوس بشدة فى السياسة الخارجية. غالبًا ما كان رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، يتشاور مع معلمه آبى بشأن الشئون الدولية. كان آبى مدافعًا قويًا عن مضاعفة الإنفاق الدفاعى لليابان إلى 2٪ من الناتج المحلى الإجمالى، وأصبح غير مقيد ببروتوكولات منصبه، منتقدًا صريحًا للصين وروسيا وداعمًا لتايوان، وأعلن بجرأة فى ديسمبر الماضى أنه لا ينبغى لبكين أن يساورها أى شك بشأن رد فعل اليابان إذا استمرت الصين فى العمل العسكرى ضد تايوان.

 لقد رسم آبى الخط الأحمر الجديد؛ الذى يجيب عن السؤال الخلافى حول مكانة اليابان كدولة مسالمة رسميًا، كان آبى يقترح أن ترد الولايات المتحدة واليابان عسكريًا، وهى المرة الأولى منذ عام 1945 التى يهدد فيها شخصية يابانية بارزة بالقيام بعمل عسكري.

غير آبى الموقف الأمنى ​​لليابان كما لم يسبقه رئيس وزراء يابانى بعد الحرب، لقد أنشأ مجلسًا للأمن القومى لتنسيق السياسات والاستجابات الحكومية، وتبنى إرشادات دفاعية جديدة مع الولايات المتحدة، وأصدر تشريعات أمنية رئيسية فى عام 2015 وسعت بشكل كبير ما يمكن لليابان فعله عسكريا لدعم الولايات المتحدة. بشكل حاسم، مكّن هذا التشريع رؤساء وزراء اليابان من تجاوز القيود الدستورية المفروضة على قواتها العسكرية الهائلة المنصوص عليها فى المادة 9 من دستور السلام لعام 1947؛ الذى كتبته القوات الأمريكية المحتلة.

كان اليابانيون حذرين من هذه السياسة الأمنية الأكثر حزماً، على الرغم من أن المزاج قد تغير بسبب غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، والاعتراف المتزايد بالتهديدات التى تشكلها الصين وكوريا الشمالية وروسيا فى شرق آسيا. سلطت القاذفات والدوريات البحرية الروسية الصينية المشتركة الأخيرة حول الأرخبيل اليابانى الضوء على بيئة المخاطر المتغيرة.

فيما يتعلق بالأجندة المحلية، اشتهر آبى بـ «Abenomics» (التيسير النقدى الهائل، والمحفزات المالية والإصلاحات الهيكلية)، وهو برنامجه الجريء لإنعاش الاقتصاد اليابانى؛ لكنه أثبت أنه إرث ضئيل، فبحلول عام 2017، أشير إلى انها ليست أكثر من مجرد استراتيجية للعلامة التجارية لتوليد ضجة بدلاً من مخطط للتنشيط الاقتصادي.

الإرث الأقل إرضاءً هو مزاعم المحسوبية وانعدام الشفافية. وما ورد عن أنباء عن تغيير وثائق مهمة وربما تكون محرجة، وإخفائها، وتمزيقها فى بعض الأحيان، ما أعاق المساءلة. كان جهد آبى فى إصلاح سوق العمل عامل تغيير محتمل للعبة، ولكن بعد الكشف عن أنه استخدم بيانات مشكوك فيها لإثبات قضيته فى البرلمان، كان عليه أن يقبل بتغييرات متواضعة للغاية. هناك أيضًا موضوع إنكاره وتقليله من آثام اليابان التاريخية، لا سيما فيما يتعلق «بنساء المتعة» والعمل القسرى، ما أدى إلى تأجيج المظالم فى الدول التى عانت من تصرفات اليابان فى زمن الحرب والاستعمار، ما يجعل من الصعب السعى لتحقيق المصالحة والتعاون.

ومن المفارقات، على الرغم من مكانته الهائلة وسلطته، ترك آبى منصبه دون إحراز الكثير من التقدم فى مواجهة تحديات اليابان المتراكمة، لا سيما القنبلة الزمنية الديموجرافية لمجتمع يتقدم فى العمر سريعًا، لقد اتهم آبى بتبديد رأس المال السياسى على مراجعة الدستور مع تجاهل أزمة المناخ.

كيشيدا معتدل وبالتالى يواجه رد فعل أقل بكثير عندما يدافع عن قائمة أمنيات سياسة آبي. الآن قد يكون قادرًا على تكريم معلمه. بهذا المعنى ، فإن قصة إرث شينزو آبى؛ فى اليابان وعبر عالم منقسم ومقسّم، قد لا تنتهى بعد.