رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

 

 

 

بعد مضى عام جديد وسقوط ورقة من العمر، تشعر المرأة بالأسف حيث تحلم بأن يقف العمر عندها، لتكتشف انها لا تعيش كما تريد بل نعيش كما تريد الحياة. صباح جديد للمتأملين خيرا للراغبين في خوض المعارك ضد المحبطين واليائسين والمذهولين والمشردين ذهنياً من أجواء مشحونة بالنفاق وخراب الذمم، من  سحرة العقول «الملاعين» وللضاحكين دوماً والمتفائلين بالبشائر.. وإياك أن تصدق بأنك كبرت في السن.

ما جسدك إلا وعاء توضع فيه روحك والروح لا تشيب ولا تشيخ  أبدا. فالروح من عالم آخر لا تشبه عالمنا بشيء لا يعلمها إلا الله.. وإياك أن  تحبس روحك في إطار جسدك وكلما كانت روحك جميلة.. اشعّ وجهك جمالا في عيون من حولك.

تذهب أيام وتأتي أخرى.. تتساقط أيامنا كأوراق الشجر نبكي أحياناً لنبتسم بعد حين من الزمن.. كل شىء سيكون مجرد ماضٍ ولن نكون إلا ذكرى فلن يتبقى منا سوى صور وذكريات طيبة وذكرياتكم، فالأيام للأسف تمضي ولا تعود.. فى مرحلة ما من أعمارنا ستدرك أن أشد الأوجاع هي تلك التي لا يكشفها الطبيب.. ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض.

‏أعترف بأني فشلت في الاحتفاظ بالكثير لأنني لم أرتدِ الأقنعة.. كنت أظن أن الصدق والنقاء يكفيان وما زلت أعتقد ذلك.. وقد يبتليك اللهُ ليفضح لك قلوباً طالما ادعت محبتك فينجيك الله رغم خبث الذي حولك... فحتماً ستصل إلى مرحلة اللامبالاة وتصبح فنانا في التخلي. هناك أشخاص بهت لونهم في عيني وأشخاص ازدادوا بريقاً.. وأشخاص لم أعد أبصرهم مطلقاً.

 المواقف هي من تصنع العلاقات وليس عدد السنين، فحين تبدو الحياة ضيقة كالثقب وحين تظن أن الظلام وشيك.. سيرسل الله نوراً يتسلل بين ثنايا روحك فيحييك.. عاهد نفسك على أن لا تنحني لأحد وأن لا تخضع لأحد.. وأن لا يؤرق بالك شخص ولا يقتل حلمك بؤس وأن لا ينتصر أبدا عليك يأس.. وأن تقدر نفسك حق تقدير...فخلينا متفائلين فأقدارنا بيد الله ثق.

وأقول في يوم ميلادي «شكرا» لكل الذين كان بوسعهم أن يؤذونا ولم يفعلوا.. شكرا للذين تلمسوا حرارة كلماتهم قبل أن تخرج من أفواههم شكرًا وشكرا بجميع لغات العالم للذين شاهدونا نعرج ولم يسقطونا للناس الطيبة الأصيلة.

على رصيف العمر ثمة أوراق صفراء ذابلة.. تتساقط من الروح فلا ماء يعيد لها الحياة.. ولا غصن يتمسك بها... فكبرنا ومازلنا وسنظل نبحث عن الأمان عن الصدق عن الوفاء عن قلوب صافية كقلوب الأطفال.. قلوب صادقة لا تعرف الكره.. والحقد والخيانة والغدر.. قلوب بريئة طاهرة نقية.. نعم كبرنا لكن مازلنا نعشق الطفولة ونتمنى لو يعود بنا الزمان كما كان وكنا.

مع مرور الزمن يتخلى المرء عن الرغبة في محبة الناس.. يتوقف عن تبديد العاطفة ويصبح أكثر حذراً وأشد انتقائية.. نحن لا نلتقي الرائعين في بداية العمر ابدااا.. بل نلتقيهم بعد رحلة طويلة من التعب والخذلان والألم.. نلتقيهم ليكونوا بلسماً لنا.. هؤلاء فقط ندرك معهم كم كانت أحلامنا مع غيرهم ساذجة.

‏ ﻣﺎ دﻣﺖ ﻣﻊ ﺻﺎدﻗﺎ ﻃﺎﺋﻌﺎً ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻓﻠﻴﺮﺣﻞ اﻷﺷﺨﺎص وﻟﺘﺮﺣﻞ اﻷﺷﻴﺎء.. ﻓﻤﺎ رﺣﻞ ﺷﻲء ﻣﻨﻚ إﻻ وﻋﻮّﺿﻚ ﺑﺎﻷﺟﻤﻞ واﻷﻛﻤﻞ واﻷﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ.. يارب إن لم ننل عفوك فيما فات من عمرنا فاعف عنا بكرمك فيما تبقى.. ‏كل الحب والتقدير والعرفان لعائلتي ولأصدقائي وزملائي في الوفد واحبائي الشموع التي نورت حياتي.. وسلاما لمن مدوا لنا من المحبة جسورا سلاما للقلوب المليئة بالرضا.

 

 رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

magad [email protected] yahoo.com