عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

تشتهر مدينة حلب السورية بأنها حلب الشهباء، ولا بد أن ما حدث فيها خلال عيد الأضحى لم يحدث أن شهدته أو مر بها طوال عشر سنوات ماضية على الأقل!

فالرئيس السورى بشار الأسد ذهب يؤدى فيها صلاة العيد، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يزورها الرئيس منذ عام ٢٠١٢، أى منذ عقد كامل من الزمان!.. وبعد أن أدى الصلاة تجول فى أسواقها الشهيرة، ونقلت وكالات الأنباء صوراً له وهو يتجول فى أنحاء المدينة، وبرفقته زوجته وأبناؤه الثلاثة!

وهذه زيارة تدعو الى الأمل بالتأكيد، لأن مجرد ذهاب الأسد الى حلب بالذات من بين المدن السورية، إنما يعنى أن سوريا تخطو فى طريق الخلاص من كابوس ثقيل هاجمها ولا يزال يناوشها!.. ونحن نعرف أن ما أصاب سوريا على وجه الخصوص من جراء ما يسمى بالربيع العربى، لم يحدث أن أصاب دولة فى المنطقة بمثل هذه القسوة ولا بمثل هذا العنف!

ولكن الشىء السيئ فى الموضوع كله، أن وزير الدفاع التركى خلوصى آكار، زار ريف حلب الشرقى فى نفس وقت زيارة الرئيس الأسد، وقيل إنه كان يتفقد قواته التى تستعد لاطلاق عملية عسكرية مرتقبة، وأنه كان فى زيارة الى قبر سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية!.. والوجود التركى فى الشمال السورى ليس جديداً، ولا تزال تركيا تتحدث عن منطقة عازلة فى شمال سوريا تمتد الى عمق ٣٠ كيلو متراً، والهدف هو إبعاد خطر الأكراد عنها ومحاصرتهم فى مكان بعيد عن حدودها!

وقد كانت زيارة آكار وكأنها «رسالة» الى دمشق، بأن النفوذ التركى فى داخل الأراضى السورية قوى، وأن هذه الزيارة لوزير الدفاع هى الدليل!

ولكن «الرسالة» فى زيارة الأسد كانت أقوى، لأنه لم يشأ أن يكتفى بأداء صلاة العيد، وإنما راح يتجول فى الأسواق وفى الشوارع، وكان الهدف أن يقول إن غياب الدولة فى السنين الماضية كان استثناءً، وأن حضورها منذ الآن سيكون هو القاعدة.. ولذلك صرح بشار الأسد خلال زيارته بهذه العبارة: ما حصل فى هذه الحرب هو مجرد انحراف فى مسار التاريخ سنعيده معاً الى مكانه الحقيقى!

سوريا تعود أو تحاول أن تعود، وهى فى أشد الحاجة الى سند عربى، وفى حاجة الى أن ترى هذا السند وتلمسه، وإذا حضرت القمة العربية المقبلة فى الجزائر فسوف تكون هذه هى بداية السند!