رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تشكيل مجلس أمناء للحوار الوطنى من أطياف سياسية مختلفة توجه جيد بقدر سلامة وأمانة المقاصد من هذا الحوار الذى دعت إليه الحكومة أو لنقل بشكل أكثر تحديدًا «النظام السياسى». أى حوار وطنى حقيقى من المفترض أن يتطرق إلى كل القضايا الوطنية سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وفنية ورياضية.. قماشة الحوار الوطنى عريضة بطول وعرض الوطن بكل مكوناته البشرية.. الحمدلله مصر لا تعانى من مشكلات عرقية، والنسيج الوطنى «مسلميه ومسيحييه» نسيج واحد ومتماسك رغم ما يظهر على السطح من أحداث متفرقة تشير إلى عكس ذلك. المهم فى الأمر الآن أن يذهب كل المشاركين فى الحوار الوطنى، وهم منفتحون على كل الآراء والأفكار التى قد تختلف مع قناعات ومواقف أى مشارك.

لا قيمة لحوار وطنى حقيقى لو شارك البعض بأفكار ومواقف مسبقة وتصور هذا أو ذاك أن مهمته داخل مجالس الحوار أن يدافع عن وجهات نظره ويتمترس خلف أفكاره بغض النظر عن جدارتها والإجماع حولها. مهم ان أطرح مواقفى من أى قضية، لكن الأهم ألا أتصور أن لدى الحقيقة والحق، وكل مختلف معى لابد من هزيمته بالقاضية أو على الأقل بالنقاط.. من يتصور أن ندوات وجلسات الحوار هى لاستعراض قوة الحجج التى سيدفع بها، فإنه فى هذه الحالة ليس داخل حلقة حوار وطنى، ولكنه على الأكثر يتحدث مع نفسه فى المرآة.

الحوار يقتضى أن يذهب المشاركون فى جلساته وأنشطته مسلحين بمعلومات ونتائج بحوث حقيقية، ولأن تناقش القضايا الوطنية بما يليق بها من الأمانة وشرف الانتماء لهذا الوطن. سيكون من المؤسف أن يذهب البعض للحوار الوطنى وهم يتصورون انهم محامو دفاع الحكومة والنظام، وأن الانتصار الحقيقى لمصر داخل جلسات الحوار ليس أكثر من تفنيد مواقف وآراء وأفكار المختلفين مع سياسات الدولة. فى نفس الوقت أتمنى على أعضاء الحوار الوطنى من المصنفين فى خانة المعارضة، أو المستقلين فى مواقفهم، أن يذهبوا لجلسات الحوار الوطنى بعقلية وطنية منفتحة ومستعدة لإعادة النظر فى أفكار أو مواقف سابقة.. ليس بالضرورة أن كل ما يصدر عن الحكومة محل شك، وكل ما يصدر عن المعارضة حق. الوطنية يا سادة أن نتنافس فى خدمة هذا البلد بأى وسيلة وتحت أى عنوان.

أتمنى أيضا على الحكومة والنظام السياسى أن يستمرا فى تبنى المواقف التى تعزز الثقة بين الجميع، خاصة فيما يتعلق بأسلوب التعامل مع أصحاب الرأى المختلف سواء الموقوفين حاليا، أو الذين يعبرون عن مواقفهم، وهم يحملون مقاديرهم على أكفهم.

يبقى أن أشير إلى أن المشاركين فى الحوار الوطنى يتحملون مسئولية تاريخية أمام الله والوطن، أن يكونوا قدوة لأجيال جديدة فى الحوار الرشيد، وفى عظمة تقدير قيمة الاختلاف، وفى نزاهة وشفافية الأفكار، وقابلية أن آخذ برأى آخر لأنه أكثر رجحانا من رأى تحمست له طويلا. كونوا نموذجًا لبرلمان لم نشهده أو نعرفه منذ عرفت مصر البرلمانات.. الرائع يا سادة ليس فى أن نذهب لحوار وطنى، ولكن فى أن نؤسس لثقافة الحوار التى يجب أن تنتقل للشوارع والبيوت والجامعات والأحزاب ومدرجات كرة القدم، لنكون بلدا جديرا بتطور طال انتظاره والحلم بزمان لم يأت بعد.