رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

خرج المواطنون فى ليبيا إلى مدينة طبرق حيث مقر البرلمان، فأضرموا فيه النار، وجاءوا بالبلدوزرات يريدون هدم المبنى وازالته من فوق الأرض!.. وقد فعلوا ذلك تعبيرًا عن ضيق سبل العيش أمامهم، وعن خدمات عامة رديئة يجدونها فى كل مكان!

ومن المحزن أن يحدث هذا فى بلد ينتج من النفط ٦٠٠ ألف برميل فى اليوم، ومن المؤسف أن يكون هذا هو حجم ثروات البلد، ثم يكون هذا أيضًا هو حجم المعاناة التى يجدها كل ليبى فى حياته!

ولكنها السياسة قاتلها الله.. ففى طرابلس حكومة يرأسها عبدالحميد الدبيبة غرب البلاد، وفى الشرق حكومة ثانية يرأسها فتحى باشاغا، بتكليف من البرلمان المحترق.. وفى أجواء الهجوم على البرلمان قيل أن حكومة ثالثة تشكلت فى إقليم فزان فى الجنوب بقيادة نجل القذافى!

وفى أمثالنا الشعبية نقول إن المركب التى يقودها اثنان تغرق حتماً، فما بالنا ببلد تقوده ثلاث حكومات موزعة بين الغرب والشرق والجنوب؟!.. ولا تعرف ما إذا كانت ستيفانى ويليامز، مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا، لها علاقة بذلك كله أم أنها بريئة؟!

ولكن ما أعرفه أنها موجودة من فترة فى البلاد، وأنها تقوم بزيارت مكوكية للمسئولين الليبيين فى مكاتبهم، وأنها تروح وتجيء بينهم، وأنه لا شيء نتج عن هذا كله فى النهاية.. وقد جاء وقت على الليبيين ضجوا منها، وطلبوا من الأمين العام الذى أرسلها تغييرها، ربما لأنهم لاحظوا أنها تعمل منذ جاءت حسب نظرية عجوز السياسة الأمريكية هنرى كيسنجر فى ادارة القضايا الدولية والدوران حولها، بدلًا عن اقتحامها أو بذل جهد حقيقى فى حلها!

لقد جمعت ويليامز عقيلة صالح، رئيس البرلمان، مع خالد المشرى، رئيس مجلس الدولة الأعلى، فى جلسات حوار فى القاهرة، ومن بعد راحت تجمعهما فى جنيف.. وفى كل المرات كان الهدف هو الاتفاق على قاعدة دستورية تجرى على أساسها انتخابات برلمانية ورئاسية فى ليبيا، ولكن اتفاقًا لم يتم على شيء، وكانت الحوارات كلها واللقاءت كلها استهلاكًا للوقت.. لا أكثر!

ولا تستطيع أن تلوم السيدة وليامز فى شيء، لأن الساسة الليبيين إذا لم يتفقوا على تقديم صالح بلدهم على مصالحهم الشخصية، فلن تستطيع قوة فى الأرض جمعهم على مائدة، وإذا لم يضعوا صالح المواطن الليبى الذى هو صاحب البلد الحقيقى فوق كل اعتبار، فسوف يظل هذا النزيف فى الثروات، وسوف يبقى هذا العناء الذى يجده المواطنون فى بلد اشتهر بالنفط قبل أن يشتهر بسواه!

الحل ليبى لحمًا ودماً، وإذا لم يتفق الليبيون على هذا فلن يتفقوا على شيء، ولا الخارج سوف يكون قادرًا على تقديم شيء!