رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

أخيرًا وبعد خراب مالطة اعترفت الحكومة على لسان مسئوليها بأن الأموال الساخنة لا تبنى اقتصادًا.. الاعتراف جاء متأخرًا بعدما بات الاقتصاد فى موقف حرج، وبات توفير العملة الصعبة من الأمور الصعبة.

الأموال الساخنة التى قالت عنها الحكومة إنها لا تصنع اقتصادًا قوياً، هى تدفقات مالية من خارج الدولة بغرض الاستثمار والاستفادة من حالة الاقتصاد فى وقت معين سواء نتيجة تدنى سعر العملة المحلية مقابل الدولار أو نتيجة ارتفاع الفائدة.

تتشكل استثماراتها فى أذون الخزانة أو السندات، وتمثل ادوات تقوم الحكومة بالاقتراض من خلالها، أو فى أسهم الشركات المدرجة بالبورصة، للاستفادة من تدنى سعر أيضاً.

خرج مؤخرًا، ومنذ بداية العام من السوق المحلى وفقًا لتصريحات الحكومة نحو 20 مليار دولار بخلاف صافى المبيعات للمستثمرين الأجانب، والتى تجاوزت 10 مليارات جنيه.

المراقب والمتابع طوال الفترة الماضية للمشهد يتبين أن رهان الحكومة كان خاسرًا على استثمارات الأجانب فى أدوات الدين، وأنه بمجرد إيجاد فرصة لهؤلاء المستثمرين أفضل بالأسواق الأخرى، خاصة السوق الأمريكى بعد المؤشرات التى تكشفت مبكرًا بعمليات رفع فائدة للفيدرالى سارع الجميع إلى تسييل أموالهم، والتخارج من السوق.

نعم كشفت الأموال الساخنة عن أن «المتغطى بها عريان»، ولا يمكن أن تؤسس لاقتصاد قوى، وهو ما استوعبه مسئولو الحكومة، ولكن مؤخرًا، وبعد أن تم تخفيض سعر العملة المحلية، من أجل عيون المستثمرين الأجانب، وإغرائهم بزيادة وتعظيم استثماراتهم فى أذون الخزانة، وراح المسئولون وقتها يتغنون بأن أدوات الدين المحلية، هى الأكثر استقطابًا فى المنطقة، وأن جذب المزيد من المستثمرين الأجانب يعد ثقة فى الاقتصاد.

ليت الأمر توقف عند هذا الحد، ولكن أثر تحريك سعر الصرف على أسعار أسهم الشركات التى صارت «بتراب الفلوس» ودخل المستثمرون الأجانب لاقتناص الفرص، ولكن تعاملوا مع المشهد ليس على أنه استثمار طويل الأجل، وإنماء مضاربات سريعة، وبالتالى كان التخارج السريع، وهو ما كشف عنه صافى مبيعات الأجانب منذ بداية العام، بل باتت أسهم الشركات بسبب رخص سعرها مباحة لكل من يمتلك «قرشًا».

لا أعلم أين كان مسئولو الحكومة من كل ذلك، ولماذا لم يتم التركيز على الاستثمار الأجنبى  المباشر والحقيقى الذى يسهم فى توفير فرص عمل، ويحقق نموًا للاقتصاد.

< ياسادة...="" ليس="" عيبًا="" أن="" نعترف="" بالأخطاء،="" ولكن="" يجب="" أن="" يكون="" الاعتراف="" سريعًا،="" لا="" ننتظر="" حتى="" يصبح="" الأمر="" صعب="" السيطرة="">