رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

ربما لم ير جيلى من مواليد أواخر الستينيات ثورات فى مصر، فآخر ثورة سمعنا عنها ودرسناها فى كتب التاريخ كانت ثورة ٢٣ يوليو التى نفذها ضباط الجيش الأحرار وعبرت مصر من الملكية إلى الجمهورية.

ربما حضر جيلى وما بعده من مواليد السبعينيات أحداثاً غريبة ومثيرة كما حدث فى يناير ١٩٧٧ من غضب شعبى بسبب رفع سعر رغيف الخبز، أو أحداث الأمن المركزى عام ١٩٨٦ ولكنها لم تتعد أحداث شغب سرعان ما تمت السيطرة عليها، بفضل الجيش المصرى العظيم.

شاهدنا اغتيال الرئيس السادات على الهواء فى التليفزيون، وشعر الشعب بالخوف على مصر فى ذلك الوقت وبفضل الله والجيش حفظ الله وطننا وعبرت مصر هذه المرحلة بأمان.

ويبدو أن الله أراد لنا ولأولادنا أن نرى ثورة عظيمة ونشارك فيها جميعاً لإنقاذ وطننا من براثن جماعة الشر، كان المشهد رائعاً، مئات الآلاف من أبناء الشعب المصرى العظيم خرجت إلى الشوارع والميادين فى كل محافظات مصر تعبر عن غضبها من حكم الجماعة.

شاركت وابنى الصغير الذى لم يتجاوز ١٢ عاماً فى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة، حملنا علم مصر وسرنا مع الآلاف من شارع عبدالخالق ثروت إلى شارع فؤاد، ثم إلى ميدان التحرير ونحن نهتف لمصر وللجيش، خرجنا لنفوض وزير الدفاع فى ذلك الوقت، الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى محاربة الإرهاب، كانت سعادتنا طاغية ونحن نلوح لطائرات الجيش الهليوكوبتر وهى تمر من فوقنا يتدلى منها علم مصر، الكل كان يشير لها بالنزول تعبيراً عن رغبتهم فى تدخل الجيش لإنقاذ مصر وشعبها من الفاشية الدينية.

كان الأمر فى ذلك الوقت قد بلغ مداه، فالأخونة صارت منهجاً فى كل مفاصل الدولة، والهوية المصرية على وشك الضياع، وعلاقات مصر العربية والإفريقية والدولية أخذت منحى غريباً، وفقدت مصر ريادتها وشخصيتها وصارت شبه دولة وهى التى كانت تقود ويشار لها بالبنان.

وكعادة الجيش الوطنى استجاب لرغبة الشعب وقضى على العصابة التى كانت تحكم وبدأ فى إعادة الأمن المفقود، والسيطرة على الأوضاع الداخلية وحماية الحدود، ولم يكن الأمر باليسير فقد بذل الجيش المصرى كل الجهود لإنقاذ مصر وحماية حدودها، سقط مئات الشهداء من الجيش والشرطة فى عمليات إرهابية غادرة، وخاض الجيش العظيم والشرطة المصرية الوطنية حرباً شرسة ضد الإرهاب فى سيناء ودافع أبطال مصر عن أرضها بكل شراسة وضحوا بأرواحهم فداءً لمصر.

ثم جاء عهد البناء والتنمية المستدامة وشاهدنا الرئيس السيسى وهو يعيد ترتيب الأوراق، لبناء دولة جديدة تقوم على الجهد والعمل، وشهدت مصر على مدى السنوات التسع الماضية نهضة شاملة فى كل المجالات، الطرق والمواصلات والاتصالات، والطاقة الجديدة والمتجددة، والزراعة، والتعليم، وعشرات المدن الجديدة وآلاف الوحدات السكنية التى تناسب كافة الفئات، وعشرات المبادرات الرئاسية فى قطاع الصحة، والمبادرة الأهم فى تاريخ مصر «حياة كريمة».

ونجحت جمهورية ما بعد ٣٠ يونيو فى مواجهة كافة التحديات من أوبئة وإصلاح اقتصادى وأزمات غذاء عالمية وتضخم وحروب، اقتحمت الصحارى لإقامة مشروع الدلتا الجديدة «مستقبل مصر»، مدت الجسور وشقت الترع، وزرعت آلاف الأفدنة، وحققت الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل الهامة، بالإضافة إلى المشروعات القومية فى الإنتاج الحيوانى وصناعاته، والثروة السمكية.

نعم حققت جمهورية ما بعد ٣٠ يونيو إنجازات عظيمة وأعادت هيبة مصر وريادتها على كافة المسارات الإفريقية والعربية والدولية، ونالت مصر احترام العالم عندما خاضت عملية الإصلاح الاقتصادى وسط ظروف صعبة تحملها الشعب المصرى العظيم، وكانت النتيجة مزيداً من التقدير لمصر بإسناد تنظيم مؤتمر المناخ cop 27 إليها، وهى القضية الأخطر ضمن التحديات التى يواجهها العالم.

المتابع للمشهد طوال هذه السنوات يجد أن الجيش المصرى العظيم هو رمانة الميزان فى مواجهة كافة التحديات، فرجاله يحاربون الإرهاب ويبذلون ارواحهم فداء لمصر، ورجاله أيضاً هم من يتولون عمليات البناء والتنمية جنباً إلى جنب مع الشركات الوطنية والخاصة.

فى الذكرى التاسعة لثورة يونيو ندرك جميعاً أن المشهد المصرى يبدو مختلفاً عن السنوات الأخرى فحجم الإنجازات أصبح ضخماً رغم توحش التحديات، والحوار الوطنى جمع شمل كافة القوى الوطنية تحت راية الوطن إيذانا ببدء مرحلة جديدة يشارك فيها كافة أطياف وفئات الشعب المصرى فى مواجهة التحديات، وبناء جمهورية جديدة تقوم على الديمقراطية والتسامح واحترام الرأى الآخر.

فى الذكرى التاسعة لثورة ٣٠ يونيو أوجه التحية لقائد مصر البطل الذى أنقذ مصر من مخططات الفوضى وعبر بها إلى بر الأمان وأعاد لها الريادة، وتحية إلى جيش مصر العظيم حماة الوطن، أبطال الحرب والتنمية، وتحية إلى الشرطة الوطنية حماة أمن الوطن .. تحية للشعب العظيم الذي أراد الحياة فانتفض في 30 يونيو.