عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيــــــــــة

فى الجزء الأول من المقال أعربت عن أهمية المشاركة الوطنية فى تنمية الوعى الإنسانى والسياسى بمتطلبات تحقيق التقدم والتذكير بمواقف ورؤى رموزنا الوطنية عبر تاريخنا المعاصر، ورأيت ونحن أبناء هذا الشعب العظيم بصدد الالتئام والاحتشاد السياسى للمشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعلى صفحات جريدتنا الغراء « الوفد « أن نُذكر شبابنا المصرى بشكل عام والوفدى بشكل خاص ببعض ما جاء فى أرشيف وتاريخ الحزب العتيد، وأشرت فى هذا السياق كمثال إلى بعض ما جاء فى الخطاب الوطنى التاريخى لرئيس الوزراء الوفدى العظيم « مصطفى النحاس « فى مناسبة مرور ربع قرن على رحيل الزعيم الوطنى الوفدى الكبير « سعد زغلول « الذى أقامته لجنة الوفد العامة بالأسكندرية.. ونلقى هنا الضوء على جوانب أخرى من الخطاب..

يشير « النحاس « مُثمنًا دور زعيمه « سعد زغلول « فى شبابه فهو المحارب للطغيان بقلمه ولسانه، ولقى فى هذا السبيل ما يلقاه المجاهدون الأحرار من عنت وظلم واضطهاد، وأن سعد قد ساهم فى شبابه فى أحداث الثورة العرابية مساهمة تدل على تشبعه بمبادئ الحرية وإيمانه بحقوق الإنسان وتلك الصفات أهلته لما كان يعده الله له بعد نحو أربعين عامًا من سنة 1880..

وحول بدء الحركة الوطنية وتأليف الوفد المصرى، يستعرض « النحاس « أحوال البلاد والعباد فى تلك الفترة « لقد ضاقت صدور الأحرار جميعًا بالحال التعسة التى آلت إليها البلاد تحت وطأة كابوس الاستعمار الجاثم على صدرها، يكتم أنفاسها ويذيقها العذاب ألوانًا، فتوجه سعد وزميلاه على شعراوى وعبد العزيز فهمى فى صبيحة يوم 13 نوفمبر سنة 1918 إلى دار الغاصب يعلنونه بحق الوطن « مصره وسودانه « فى أن يعيش حرًا كريمًا مترابط الأجزاء، متماسك الأرجاء، فى ظل السيادة الكاملة، وكان ذلك فى أعقاب الحرب الكبرى التى خرجت منها انجلترا منتصرة ظافرة، وفى أحكام عرفية بريطانية شديدة الوطأة، ومحاكم عسكرية انجليزية ذات عنفوان وبطش وقسوة..»..

ويرى النحاس فى خطابه التاريخى الهام ــ والذى وصفه المؤرخون بأنه الخطاب الخطير ــ أن ماحدث من جانب المستعمر فى تلك الفترة كان يمثل نذير شر، ومطلع فجر جديد للنهضة الحديثة، وبداية كفاح مرير للمواطنين فى سبيل التحرير.. وذكر « النحاس « مؤرخًا لتلك الفترة من تاريخ الكفاح الوطنى بشكل عام والوفدى بشكل خاص « فى أحضان هذه الحركة الوطنية، وهذا البعث الجديد تألف الوفد المصرى بزعامة سعد، وانهالت عليه ملايين التوقيعات من جميع أرجاء البلاد تمنحه التفويض والتوكيل للعمل على استقلال الوادى، ومضى سعد وصحبه فى النضال والتضحية، فى سبيل تلك الغاية السامية ومن خلفهم الشعب يؤيدهم ويشد أزرهم ويغذى الحركة بدماء بنيه، حتى ذهب سعد إلى جوار ربه، فى مثل هذا اليوم من عام 1927 فتلقيت الأمانة عنه وحملت العبء وسرت على الدرب.. «..

وللمقال والخطاب الوفدى التاريخى تتمة فى عدد قادم..

 

[email protected]