رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كتاب «العالم فى الـ100 سنة القادمة» والصادر عام 2009 للمفكر الأمريكى وعضو الحزب الجمهورى جورج فريدمان، الرئيس التنفيذى لشركة ستراتفور الرائدة عالمياً فى مجال الاستخبارات، ليس مجرد نبوءات. ما ورد بالكتاب لرجل بوزن فريدمان هو جزء من استراتيجيات، بدأت فى التحول إلى خطط، والخطط أطلت برأسها قبل أيام فى إعلان شركة «ديزني» عن تغذية 50% من إنتاجها للأطفال بمشاهد ومحتوى عن المثليين. كتاب جورج فريدمان تناول العالم سياسة واقتصاداً وحروباً فى المئة سنة القادمة، ولكن ما استوقفنى فصل خاص عن «انهيار نظام الأسرة التقليدى القديم».. يرى فريدمان أن العالم سيشهد تراجعاً فى عدد السكان، ويربط هذا المتغير المتوقع فى العقود الثمانية المتبقية من هذا القرن بتأخر سن الزواج، وعزوف الشباب بعد الزواج المتأخر عن الإنجاب.

ومن الأفكار اللافتة التى تناولها الكاتب وتحمس لطرحها بشكل مدقق، ما يتعلق بالتغير الحاد فى نظام الأسرة فى العالم عما كان سائداً خلال القرنين التاسع عشر والعشرين كنتيجة طبيعية لتعلم المرأة وخروجها للعمل، وقضائها لوقت أقل بكثير عما كان سائداً من قبل مع أطفالها. يرى المؤلف أن العزوف عن الزواج الذى سيتزايد كثيراً فى العقود القادمة مرتبط بالاستقلال المتزايد للمرأة فى ذمتها المالية، مما سيجعلها أكثر قدرة على الحياة دون الحاجة لرجل «بعلها السابق».

ويرى المؤلف أن الحياة الزوجية التى كانت تستمر لخمسين عاماً فى السابق، كانت تطول بفعل الضرورة القائمة على المنفعة، ولن نجد فى العقود القادمة المرأة التى كانت تقول لنفسها ولزوجها «لن يفرقنا إلا الموت»، لأنها لم تعد بحاجة إلى «بعلها القديم» الذى ينفق ويحمى. البديل الجديد أن الحب سيكون ضرورياً ليقع الزواج ولا زواج فى المستقبل بدون حب لأنه سيكون بديل الضرورة الاقتصادية والمنفعة، ولأن الحب عامل شديد التغير، ستكون معدلات الطلاق صارخة رغم تراجع الإقبال على الزواج.

وتحت وطأة متغيرات كثيرة فى المجتمعات بالعالم خاصة ذات البعد الاقتصادى شديد الارتباط بالتعليم، وأنماط العمل الجديدة، سينتهى الزواج مبكراً وسريعاً، وستصبح الحياة الزوجية مثل الوجبات السريعة اللذيذة لذة عابرة. ويصل الكاتب وبجرأة إلى المنطقة الحرجة من التوقعات ويقول نصاً: نعيش الآن عصراً الناس فيه نشيطون جنسياً، غير أنهم عاجزون مادياً، أما العصر القادم فإنه قد يكون لدى الكثيرين القدرة المادية لكنهم سيختارون عدم الإنجاب، ومن هنا سينهار النمط التقليدى للحياة.

ويتساءل جورج فريدمان: إذا لم يعد الإنجاب أحد مبررات الزواج ودوافعه، فلماذا لا يكون من المنطقى زواج المثليين! ويخلص الكاتب إلى أن الفروقات التقليدية بين النساء والرجال ستنهار، وأن الطلاق لن يشكل كارثة للمرأة فى العقود القادمة، وأن الجنس قبل الزواج سيصبح مسألة مفروغاً منها، وستنتشر المثلية الجنسية والتجمعات المدنية المناهضة للإنجاب... الحقيقة أن ما طرحه الكاتب من قراءات خطرة للمستقبل وعلى المستقبل ليست من قبيل التنجيم وقراءة الكف ولكن - وبكل وضوح – هناك مؤسسات ومراكز بحوث وأجهزة مخابرات فى دول كبرى على رأسها الولايات المتحده تخطط من أجل فرض ثقافة معينة وأنماط حياة مرعبة على مجتمعات – للأسف منشغلة بماضيها. هل نفيق وننشغل بالمستقبل أم نستمر فى النوم حتى تداهمنا الزلازل؟.