رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية


قبل سنوات، طالبت المسئولين عن الثقافة والتعليم، بالعمل معًا على خطة لصناعة فنان متعلم ومحترف على أحدث ما وصلت إليه علوم الفنون فى العالم!
لأن معظم طلاب المعاهد الفنية لدينا، يتعلمون ويدرسون على أيدى أساتذتهم من المخرجين والكتاب والمصورين، ومهندسى الديكور.. وحتى بعد أن يتخرجوا يتدربون مهم كذلك، يعنى المدرسة واحدة والتعليم واحد والامكانيات هى هى.. وربما هذا يجيب عن سؤال مهم دائما نردده، ويكاد يفقد أهميته هذه من كثرة تكراره وهو لماذا يكون إنتاجنا السينمائى والمسرحى، وحتى على مستوى صناعة كليبات الأغانى فقير ولازال على «قديمه» من حيث الأدوات والأساليب.. كاميرا ومخرج وممثل.. وذيع!
وكأننا لا نعرف شيئًا عن استخدام التقنيات المستجدة والتكنولوجيا المتطورة والتى تمكنت من خلالها السينما الأمريكية من إنتاج أفلام كاملة فى الفضاء أو فى الغابات وتحت البحار دون أن يتحرك طاقم التمثيل والتصوير من داخل ستوديوهات هوليوود.. وصارت معظم ميزانية إنتاج الفيلم، وحتى المسرحية، موجهة لإنتاج برامج وتطبيقات تنفيذ الأفلام على الكمبيوتر.. بينما نحن، لازلنا كما نحن، ولازال الممثل النجم يحصل على أجر يمثل 90% من ميزانية الفيلم، و10% البقية لبقية الممثلين والفنيين وكل العملية الإنتاجية الأخرى!
ولأن العلم أصبح جزءا لا يتجزأ من الإنتاج الفنى، فإننا فى حاجة إلى فنانين متعلمين وليسوا فقط حصلوا على شهادات.. والمعرفة بالمستجدات فى الفنون بالعالم تحتاج إلى بعثات إلى الخارج.. للتعرف على خبرات أخرى، وللدراسة فى مدارس فنية مختلفة.. ولهذا كنت قد اقترحت من قبل بضرورة إرسال الطلاب الأوائل من خريجى المعاهد الفنية بأكاديمية الفنون، وليكن اختيار الأول على دفعته فى كل قسم من أقسام المسرح أو الموسيقى أو السينما.. وحتى الفنون الشعبية، للسفر فى بعثات تعليمية خارجية لأن ذلك هو الحل الوحيد من الخروج من دائرة المحلية الضيقة لفنوننا وابداعنا بصفة عامة!
والمحلية ليست عيبًا فى الفن، وأعظم الاعمال الفنية كانت موضوعاتها محلية، ولكن المشكلة فى الكيفية فى إنتاج اعمال محلية بأدوات متطورة ولغة حديثة من أول كتابة العمل حتى طباعة نسخ منه للعرض، فنحن ينقصنا ذلك ونعانى من فقر فى الأبداع والابتكار الفنى المدهش والمبهر لأن الموضوعات فقيرة والأدوات واللغة الفنية أفقر منها!
ولا حاجة بالطبع للكلام عن التعليم وأهميته أو أهمية البعثات التعليمية الخارجية لكل بلد.. ويكفى القول إن عدد طلاب دولتان مثل الهند والصين فى الجامعات الغربية والأمريكية يمثلون النسبة الأكبر بين الطلاب من كل دول العالم، ولقد وصل عددهم فى دولة مثل كندا نحو 60 % من عدد كل الطلاب الذين يدرسون فى الجامعات فى الكندية، وذلك فقًا لبيانات الهجرة واللاجئين والمواطنة فى كندا، وهناك تقارير أخرى ترفع النسبة إلى أكثر من ذلك، وبالتالى ليس غريبًا هذا التفوق الصينى والهندى فى كل المجالات!
صحيح تقوم الأكاديمية المصرية فى روما، بدور من خلال عدد من المنح التى تقدمها للخريجين سنوياً.. ولكن كم يبلغ عدد المبدعين الذين تخرجوا فيها واثروا حياتنا الثقافية والفنية؟.. ولذلك لا حل للخروج من دائرة الفن الضيقة والمغلقة علينا، سوى بالعلم ثم الموهبة.. فاِبعَثوا تُبعثوا!

[email protected]