رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إن على أوروبا وأمريكا وحلفائهما عدم إذلال روسيا، وأن ذلك هو طريق الوصول إلى يوم تتوقف فيه الحرب الروسية التى قامت على أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من فبراير، لأنها حرب يجب أن تتوقف اليوم قبل الغد!
وما كاد ماكرون يقول هذا الكلام أول هذا الأسبوع، حتى كان دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكرانى، قد خرج يهاجم الرئيس الفرنسى فى الإعلام، ويقول إن ما يقوله ماكرون إنما يؤدى فى الحقيقة إلى إذلال فرنسا نفسها، قبل أن تعمل أمريكا وأوروبا وحلفاؤهما على إذلال روسيا!.. وحقيقة الأمر أن ما يقول به ماكرون هو الصحيح، وهو الأقرب إلى العقل والمنطق، وهو الذى من الممكن أن يفتح طريقاً إلى وقف هذه الحرب العبثية التى دخلت يومها المائة قبل أيام!
وليست باريس هى أول عاصمة ترى هذا الحل، وتعلنه على العالم، فمن قبل كانت العاصمة التركية أنقرة قد اقتنعت به هو نفسه، وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد قال هو الآخر إن الغرب إذا أراد نهايةً لهذه الحرب فلا بد من فتح مخرج أمام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين!
ذلك أن دولة فى حجم روسيا لا يمكن أن تقبل بالخسارة فى هذه الحرب، ولا يمكن أن تسلم بالخروج منها منهزمة، ولا بد أنها تبحث عن طريقة تحفظ ماء وجهها بها فى الخروج مما تجد نفسها متورطة فيه، لأن مرور ما يزيد على مائة يوم دون حسم الحرب لصالحها معناه أنه من الوارد أن يدوم القتال أكثر وأكثر، وأن يمثل استمراره استنزافاً لاقتصادها على المدى الطويل!
وحتى لو كانت الدولة التى أعلنت الحرب دولة صغيرة أو عادية، لا دولة كبيرة مثل روسيا، فإنها سوف تكون فى حاجة إلى مخرج تغادر من خلاله بما يحفظ ماء وجهها أمام الدول من حولها!
ورغم أن ما أعلنه ماكرون لصالح أوكرانيا، قبل أن يكون لصالح فرنسا أو أوروبا أو حتى أمريكا، فإن الوزير كوليبا لم يستوعب ذلك بكل أسف.. ولو كانت إدارة بلاده قد استوعبت جوهر ما أعلنه الرئيس الفرنسى، لكانت قد رحبت بما أعلنه، ولكانت قد بادرت بالسعى فى هذا الطريق، لأن البديل هو المزيد من التدمير لأوكرانيا، ولاقتصاد العالم كله من بعد أوكرانيا!
العاصمة الأوكرانية كييف فى أشد الحاجة إلى أن تستقبل دعوة ماكرون على النحو الواجب، وفى حاجة إلى أن تتطلع إليها على وجهها الصحيح!.. والعالم فى حاجة إلى العمل على إقناع الأوكرانيين بما تقوله فرنسا، لأن ما تقوله هو ما يدعو إليه الواقع فى كل مكان!