رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

تميزالأدب الهندى بالقوة والخصوصية على يد مجموعة من الكتاب والروائيين نجحوا فى إكسابه قوة وزخما، متسلحين بتنوع الخلفيات الثقافية، الأمر الذى جعل كتب وروايات هذا الأدب فريدة من نوعها ومختلفة عن الأعمال الأدبية العالمية الأخرى.

وقبل أيام قليلة أعلنت جائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة، عن فوز رواية «مقبرة الرمال» للكاتبة الهندية جيتانجالى شري، والمترجمة ديزى روكويل، فى دورتها لعام 2022، والتى تقدر  قيمتها بـ 50 ألف جنيه إسترلينى، وذهبت مناصفة بين الكاتبة والمترجمة.

نشأت «شرى» فى عدة مدن مختلفة فى ولاية أوتار براديش، وكان والدها موظفًا حكوميًا، ما أكسبها ارتباطًا وثيقًا باللغة الهندية، نظرًا لعدم وجود كتب للأطفال باللغة الإنجليزية  آنذاك فى الولاية.

ونشرت قصتها الأولى «بيل باترا» (1987) فى المجلة الأدبية هانز وتلاها مجموعة من القصص القصيرة أنوجونج (1991).

قالت «شرى» بعد فوزها بالجائزة «مع كل لحظة تمر يزداد شعورى بالسعادة، ويتضح لى بشكل أفضل أن الاعتراف بجودة عمل يسعد صاحبه، خاصة مع إتاحة أعمالى لمساحة عرض أكبر، حتى لو كان تركيز جائزة «بوكر» على الترجمة الإنجليزية، فإنه يلقى الضوء على كل أعمالي، فى الكتابة الأصلية وفى ترجمات اللغات الأخرى.

وتضيف «شرى»، ألهمنى ما كتبه الشاعر الشهير «إيه كيه رامانوجان» فى مذكراته: «أنت لا تختار قصائدك وتتابعها، أنت تضع نفسك فى مكان يحدث لك فيه ذلك»، أنا فى الواقع متناغمة تماما  مع ما أكتب، فأسلوبى فى  الكتابة هو تقديم قصص تشبع حواسى طوال الوقت، وأيضا إدراك أن كل شىء هو قصة، وكل شىء يتم روايته ليصبح قصة، حتى تصبح الكتابة أمرا يسيرا وطبيعيا مثل أنفاسك.

وتثير «شرى» قضية خطيرة وهى دور المترجم فى الرواية الذى وصفته بأنه ليس نقلا حرفيا للنص الأصلي، بل هو نقل إبداعى للغة أخرى وثقافة محيطة بها، وقالت «أظن أننى محظوظة مع مترجميّ، فقد بنيت علاقة معهم ومع عملي، لكنهم كانوا مبدعين فيما يخصّهم».

فوز «شرى» بالبوكر لا يمثل انتصارا شخصيا لها فقط، بل اعترافا دوليا بالأدب الهندى وميلادا جديدا له، ويسلط الضوء على حقيقة أن هناك عالمًا واسعًا من الأدب يمتلك أصولا غنية لا تزال بحاجة إلى اكتشاف.

وتدور أحداث رواية «مقبرة الرمال» فى شمال الهند، وتتحدث عن امرأة مسنة تبلغ من العمر ٨٠ عاما، تسافر إلى باكستان بعد وفاة زوجها، مستكشفة مشاكل وجوديّة؛ كالموت والحياة وما يعنيه أن تكون المرأة أمّا وطفلة وأمرأة، كما تبحث فى الانقسامات بين البشر.

وتطرح الرواية قضية إنسانية وتعالجُ مشاكل معاصرة تعانى منها الهند ومناطق شاسعة من العالم، فهى تصور حياة امرأة عجوز، طريحة الفراش، بدت وكأنها لا تهتم بالعيش أكثر من ذلك وتدخل فى عمق الجدار كما لو كانت تدفن نفسها فيه، تتمسك به تدريجياً،  فهل سئمت حقًا الحياة والعالم ومن ثم أدارت ظهرها إليهما، أم أنها تستعد ببطء لأدوار جديدة ومختلفة فى الحياة؟ عندما يبدو أنها تريد أن تختفى فى الحائط، هل تريد النهاية أم ترغب بالفعل فى الاختراق والخروج على الجانب الآخر؟

 وأشادت لجنة البوكر بالرواية ووصفتها بأنها «مضحكة وممتعة بشكل غير عادى»، كما أنها أول رواية هندية يتم الاعتراف بها رسميا من قبل الجائزة، وتحصل على جائزتها، وقالت إن الكاتبة استطاعت أن تقدم رواية جذابة ومضحكة بشكل غير عادى، وفى نفس الوقت مثلت احتجاجًا عاجلًا ضد التأثير المدمر للحدود سواء بين الأديان أو البلدان أو بين الجنسين.

فهل فوز «مقبرة الرمال» يفتح الطريق أمام بعض الكتاب الهنود المعاصرين أمثال  كرسشنا سوبتي، نيرمال فيرما، كريشتا بالديف فايد، فينود كومار لياخذوا حقهم فى التكريم.. نأمل ذلك.

[email protected]