رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

أثار حضور ثلاث فنانات سعوديات فى الدورة الـ 75 من مهرجان كان السينمائى، الذى أقيم فى الفترة من 17 إلى 28 مايو، ردود أفعال كثيرة معظمها غاضبة، وهو متوقع من أعداء الفن والإبداع بكل صوره وأشكاله، وفى كل مكان، وأتمنى من الفنانين السعوديين عدم التراجع أمام هذه الهجمات، فمازال الطريق طويلًا أمامهم ويحتاجون إلى مواجهة العديد من الصعوبات والتحديات، ولكن فى النهاية يستطيعون حجز مساحة ومكانة مناسبتين للسينما السعودية فى كل مهرجانات السينما القادمة!

وفى بلادنا، يختصر الكثير الفن السينمائى فى آخر لقطة، وهى ظهور الممثلات بفساتينهن على السجادة الحمراء.. ويثور المنغلقون على أنفسهم والذين قفلوا على أفكارهم المتحجرة فى عقولهم بالضبة والمفتاح، وهو ما يحدث للأسف فى مصر التى تعتبر ثانى دولة فى العالم دخلتها السينما بعد فرنسا منذ أكثر من مائة عام، فما بالكم بما يمكن أن يصاحب إطلالات الفنانات السعوديات المميزة فى واحد من أشهر مهرجانات السينما فى العالم!

والسينما السعودية ليست بلا تاريخ، ولكن لظروف عديدة كاد محو هذا التاريخ فى فترة من الفترات، فقد كانت السينما فى المملكة حاضرة منذ بداية خمسينيات القرن الماضى وحتى نهاية السبعينيات، وظهر أول فيلم محلى عام 1950م باسم «الذباب»، من بطولة حسن الغانم، والمعروف بأنه أول ممثل سينمائى سعودى، وقبل ذلك ساهمت شركات البترول البريطانية والأمريكية فى الخليج فى نقل صناعة السينما للمنطقة!

وبعد سنوات من إغلاق دور عرض السينما تقرر فى عام 2017م السماح بفتح دور العرض فى المملكة، وبدأت الجمعية السعودية للثقافة والفنون بتنظيم دورات تعليمية وتدريبية فى مختلف مجالات الفنون، وهى جمعية قديمة تأسست عام 1973 وكانت وراء نهضة ثقافية سعودية فى الأدب والفنون التشكيلية على مدى أكثر من 50 عاماً، وهى الآن تستكمل دورها الثقافى بدورات حول المسرح والسينما والموسيقى، والتى ستمهد لإنشاء معاهد فنية متخصصة تستوعب الكثير من المواهب السعودية فى مختلف مجالات الفنون.

وبعد نحو أربع سنوات على إعادة فتح دور السينما، وتحديدًا فى ديسمبر 2021 انطلقت فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى فى دورته الأولى، بدعم حكومى فى إطار تأسيس صناعة ترفيهية متكاملة.. ومع ذلك يخطئ من يظن أن السينما مجرد تسلية وترفيه، ولا هى فقط عبارة عن ممثلين وفساتين وسجادة حمراء، وإن كان ذلك ليس عيبًا أن تكون هكذا، ولكن السينما أكثر من ذلك، فهى ذاكرة فنية وأرشيف بصرى وتاريخ بالصوت والصورة للدول والشعوب.. وشخصيًا أراهن على مواهب المملكة الشابة والطموحة والمتلهفة للفن والإبداع فى ظل الإمكانات الكبيرة المتاحة من الدولة لإرساء نهضة فنية وسينمائية سعودية حديثة!

[email protected]