رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

قام الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بزيارة إلى بريطانيا قبل عدة أيام، فقامت ضده منابر جماعة الإخوان فى الإعلام ولا تزال تقوم!

ولم يحدث هذا فى المنابر إياها إلا لأن الرجل ذهب إلى لقاء مع أعضاء مجلسى اللوردات والعموم هناك، ثم وزع على كل عضو من الأعضاء تقريرًا موثقًا باللغة الإنجليزية.. ولم يكن التقرير يريد أن يقول شيئًا سوى أن الإيمان بالعنف كان مرافقًا للجماعة منذ نشأتها فى الإسماعيلية على يد حسن البنا عام ١٩٢٨، وأن عليها أن تغير من هذه الطبيعة فيها إذا أرادت.

وما كاد الإعلام البريطانى يتناول زيارة المفتى ويشير إليها، وما كاد يتكلم عن زيارة المفتى إلى البرلمان ولقائه بالأعضاء فيه، حتى انطلق الهجوم على الرجل من فوق كل منصة اخوانية، وكلها منصات راحت تتهجم على مفتى الديار وتتوعده بما لا يجوز ولا يليق!

ولا يدل هذا كله على شيء سوى أن جمال البنا، شقيق مؤسس الجماعة الإخوانية، كان على صواب عندما أطلق فى آخر أيامه عبارة محددة كانت ولا تزال تنطبق على الجماعة الإخوانية، أكثر ربما مما يمكن أن ينطبق عليها شيء آخر.. لقد عاش البنا الشقيق آخر أيامه يقول إن تجربته فى متابعة وقائع تاريخ الجماعة تقول إنها: جماعة لا تتعلم ولا تنسى!

ولا معنى لما صدر من منابر الإخوان ضد مفتى الديار سوى أن عبارة البنا الشقيق لا تزال صحيحة، ولا تزال فى محلها، رغم أنها قيلت قبل أكثر من عشر سنوات!

فمن بعدها كان فى مقدور الجماعة أن تبرئ ساحتها من اتهامه لها، وأن تقول إن ما يقوله جمال البنا غير صحيح، وأنه يتجنى عليها، وإن دليل تجنيه عليها أنها تعلمت من تجربتها مع المصريين عندما ثاروا غضبًا ضدها فى ٢٠١٣، وإن دليل هذا التعلم أنها تعتذر عن كل عنف يمكن أن تكون قد مارسته ضدهم فى تلك السنة أو قبلها أو بعدها، وإنها لا تقبل بعنف ولا تحرض عليه ولا تتسامح فيه!

قد يبدو هذا الكلام مثاليًا بالطبع، وقد يبدو بعيدًا عن الواقع، ولكن الجماعة كان فى إمكانها ولا يزال أن تثبت أنه ليس مثاليًا وليس منفصلًا عن الواقع.. ولا بد أن ما قيل هجومًا على الدكتور علام قبل زيارته وفى أثنائها وبعدها، سوف يظل يشير إلى أن ما ارتكبته الجماعة بالأمس إنما تعيد ارتكابه اليوم، دون أن يكون فى تاريخها أدنى اعتبار لشيء فى حياة البشر اسمه رصيد التجربة!