رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قد يحدث فى زماننا أن يتطاول كاتب أو ملحن أو مغن وهو فى بداية مشواره ، فيقول على سبيل المثال متهكمًا على من سبقوه « هو فى مطرب يغنى للسد العالى ؟! « مواصلًا سخريته على إبداعات جيل الرواد ، وفى المقابل يصرح كاتب كبير من جيل الرواد « كُتاب اليومين دول مبيعرفوش يفكوا الخط.. أمية أبجدية وثقافية ، فماذا تنتظرون من ذلك الجيل المسكين ؟!..» ..

 نعم يحدث ذلك وأكثر لكن الأمر يبقى  فى حدود اعتبارها تجاوزات فردية لا تشكل مايمكن أن يُطلق عليه حالة من حالات الصراع بين الأجيال ..

 ربما يُفهم مصطلح « صراع الأجيال « عند بحث المبدع فى بداية حياته عن فرصة داخل المشهد الإبداعى فيبدأ رحلة تقديم موهبته أمام الكبار ، وتتوقف الحكاية على مدى نجاح المبدع الصغير فى تقديم نفسه ، ودرجة استيعابه لإبداعات سابقيه ، وعلى الجانب الآخر مدى تقدير المبدع الرائد للظروف التى تحيط المبدع الصغير واختلاف شكل ونوعية المتلقى فى الزمن الحاضر ..

فى حالة الكتابة الأدبية التى هى فعل فردي، فإن فكرة تسليم الرايات من جيل إلى جيل، أكثر إنسانية من فكرة الاقتناص التى تصور جيلاً يسعى لإزاحة جيل سابق والجلوس مكانه، ليمارس أول ما يجلس نفس ما كان يفعله الجيل السابق، فى الاستعداد للدفاع عن نفسه ضد جيل قادم، لأن فكرة التسليم والتسلم تحمل فى داخلها معنى التعايش والتجاور والتأثير والتأثر، والتعاقب الذى ينتهى مع دورة الحياة الإبداعية بتسليم الراية.

ولكن ما يمكن ملاحظته هو افتقاد تلك الحالة الحميمية من التواصل بين الأجيال بما يسمح بنقل الرؤى والأفكار ونقل تكنيك المدارس الإبداعية المختلفة ..

وعليه ، أستأذن القارئ العزيز لعرض رؤية مختلفة ..هنا الكاتب المسرحى الشاب نعمان عاشور يسأل ، والكاتب المسرحى الكبير والرائد توفيق الحكيم يجيب ..

       •      ماهو موقف جيلك ( جيل طه حسين والعقاد والمازنى .. ) من المسرح ومدى فهمه وتذوقه وإدراكه لفن الدراما ؟!

 ربما لأنى الوحيد من أبناء جيلى الذى بدأ من بيئة الفن ليصل إلى الأدب .. بينما الآخرون ممن ذكرت بدأوا من الأدب ليصلوا إلى الفن ، فقد نشأت بين عوالم الفرح وآلات العود والرق والطبلة ، فى حين نشأ الآخرون بين الكتاتيب والمحفوظات ، لقد نشأت مع الفن ونشأوا هم مع الكتب ، وعندما كبرنا كنت أنا فنانًا يريد أن يحيط بالثقافة ، وكانوا هم مثقفين يريدون أن يحيطوا بالفن ، كان الفن عندى فطرة والثقافة اكتسابا ، وكان الفن  عندهم هو الاكتساب والثقافة هى الفطرة ، ولذلك كان اتصالهم جميعًا بالفن عن طريق الكتاب .. ولذلك لم يحترموا الفن أو يقدروه إلا عندما يجدونه محترمًا فى كتاب ، أما الاتصال المباشر بالفن فلا أظن أنه بالنسبة لهم شيء هام فى حياتهم ، كما أن الفهم والتذوق والإدراك لهذا الفن عندهم إنما يأتى عن طريق ما يطالعونه عنه فى الكتب وليس فى حياة الفن نفسه.

 

[email protected]