رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قضية كل عام بعد انتهاء الدراسة شهر مايو وامتداد شهور الإجازة الصيفية حتى نهاية شهر سبتمبر أى أربعة أشهر 160 يومًا بلا عمل ولا دراسة ولا هدف ولا إنجاز لأكثر من 20 مليون مواطن مصرى هذا غير طلاب الجامعات أى أننا بصدد 30 مليون مواطن تتراوح أعمارهم من 7 إلى 21 فى مراحل التعليم المختلفة يملك العديد منهم طاقة الشباب أو المراهقة وليس لديهم منفذ لاستخراج هذه الطاقة التى قد تكون سلبية أكثر منها إيجابية سوى الوقوف فى الشوارع أو التسكع فى المحلات أو الجلوس على القهاوى أو التسمر والبحلقة وإدمان الإنترنت بكل ما فيه من موبقات وتفاهات وسخافات ثم نتساءل لماذا كسر طلاب المدرسة فى منشية الجبل الأصفر بالقليوبية الفصل والتخت المدرسية حتى المراوح فى آخر يوم امتحان وما سوف نعانيه فى الحياة اليومية من السلوك الذى قد يتحول نحو الإجرام أو التطرف والإرهاب أو اللامبالاة والإدمان للمخدرات بداية من السجائر والشيشة حتى الأقراص والدخان والمشروبات، وقد يصل بنا الحال إلى التحرش والعنف فى الشارع وكذلك داخل المنازل.. ماذا أعددنا لهؤلاء الشباب والفتيان والفتيات والصبية والصبيات حتى الأطفال ما هو الدور الذى تقوم به وزارة مثل وزارة الشباب والرياضة فى خطة معلنة مسبقًا عن وجود معسكرات صيفية وأخرى موسمية وأخرى يومية لاستيعاب هؤلاء الطاقات المهدرة وهؤلاء الأمل فى البناء والتطور والارتقاء بالوطن؟

هل هناك تنسيق مع مراكز الشباب ومع قصور الثقافة فى المحافظات والقرى والأحياء؟ هل سمعنا أو شاهدنا لقاءات بين الوزراء المعنيين بالوعى والسلوك والفكر وصحة البدن ليضع الجميع خطة متكاملة مجتمعية تساعد فى النهوض بالإنسان والمواطن المصرى؟ ما هى الخريطة الإعلامية فى الأربعة شهور القادمة لاستيعاب هذه العقول وحفظها من الخراب وتنويرها وتقديم الترفيه والمعلومة والتسلية بأساليب تناسب العصر... هل وضعت وزارة الثقافة مع الشباب والرياضة مع الإعلام مع التعليم مع المحليات مقترحات لاستغلال هؤلاء الشباب مما ينفع ويفيد البيت الصغير والشارع والحى والبيت الكبير والمشروعات العملاقة التى تقوم بها الدولة؟ فى كل عام ومع نهاية الدراسة نطرح تلك القضية الحيوية والهامة والاستراتيجية والتى هى بمثابة أمن قومى مجتمعى علينا جميعًا أن ندرك أهميته وخطورته لماذا لا تفتح المدارس صباحًا ومساءً للرياضة وللأنشطة الثقافية والفنية... مكتبة للقراءة، ملعبًا للألعاب والرياضة، قاعة للسينما والمسرح وفصلًا للموسيقى على غرار قصور الثقافة التى بدورها يجب أن تبدأ فى الإعلان عن برامجها الصيفية ومدارسها الحرة لتعليم وتعلم المهارات المختلفة والمسابقات المتعددة من إلقاء شعر إلى تمثيل إلى غناء إلى موسيقى إلى رسم إلى إبداع وكتابة... وندوات ولقاءات مع الشخصيات العامة والمثقفين والمبدعين الكبار فى لقاءات تجمع بين الأجيال فيكون التواصل والزخم والخبرة مع الإطلالة المستقبلية الواعدة.

وتنظم وزارة الشباب دورات ومسابقات فى جميع الألعاب لجميع الأعمار فى مختلف الأماكن ويعلن عنها فى الإعلام بذات الإلحاح الذى كانت تعلن به الشركات عن التبرعات أو العقارات أو المنتجعات والاتصالات.

لا يمكن لدولة أن تقوم وتنهض وقوتها الشبابية معطلة أو مهدرة ولا يمكن أن تكون هناك حضارة وتقدم دون وعى وبناء الأطفال والشباب على كافة المستويات وكافة الاتجاهات قراءة وفن ورياضة وتنوير وترفيه وإبداع وتنافسية وجوائز وحوافز.

إنها فرصة حقيقية لإعداد الجيل القادم ليتسلم الوطن ويدير تلك المشروعات التى نراها ونتابعها وندفع ثمنها من عمرنا وصحتنا وأموالنا وعملنا..

أخدنا الإجازة لنعمل ونبنى وليس لنضيع المزيد من الوقت والجهد بلا طائل ولا هدف... فلا يمكن ليد تبنى بينما الأخرى تكسر... علينا أن نجعل كلتيهما تبني من أجل مصر.