رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ترى هل هى مصادفة أن تزداد وتيرة العمليات الإرهابية فى سيناء بالتزامن مع التوتر الذى يعيشه العالم الآن فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما ينعكس علينا سلبًا فى شكل أزمات اقتصادية كارثية تخلق حالة من السخط العام لدى الجماهير؟

ترى هل هى مصادفة أن يترافق قتل أبطالنا فى سيناء مع تزايد الاحتقان الطائفى وتكفير المسيحيين والدعوة لعدم مصافحتهم أو تهنئتهم أو الترحم عليهم إذا ماتوا فضلًا عن الأحداث المتتالية بدءًا من قتل القمص ارسانيوس وديد على يد أحد الإرهابيين القدامى «نهرو عبدالمنعم»، ومرورًا بضرب السيدة «نيفين صبحي» على يد الصيدلى السلفى، والتى تم مراضاتها بطريقة مهينة ومتخلفة وبلهاء. وأخيراً، ومنذ يومين حادثة قتل المهندس المسيحى «رانى رأفت» بمدينة الضبعة بمرسى مطروح بعد أن تم إطلاق اثنتين وعشرين طلقة عليه من قبل مجهولين ملثمين قاموا بإيقاف سيارته وقتلوه ثم قاموا بإحراق سيارته!

وناهيك عن تلك الرقابة الصارمة التى يمارسها سلفيو مصر بطريقة علنية على المناخ العام بدءًا من سيدة المترو التى قامت بضرب الفتيات غير المحجبات، وانتهاء بهذه الحملة المسعورة تجاه عدم الترحم على المناضلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة لأنهم اكتشفوا بعد اغتيالها من قبل قوات الصهاينة أنها غير مسلمة!

إننى أشعر بأن الخطر الذى يداهمنا من داخل جدران الوطن أكبر بكثير مما يتصور أحد، وما لم نعِ الخطر فسوف تتدحرج كرة النار لتحرقنا جميعاً، ولنتذكر أن أحداث 25 يناير 2011 بدأت بأحداث فردية وعابرة، وكانت فى معظمها لا تشكل خطرًا على الأمن القومى، لكن ما لبثت أن اتسعت وتفاقمت إلى أن أصبحت حدثًا تاريخيًا لولا يقظة الجيش والشعب لضعنا وضاع الوطن.

إن ما يسعى إليه أصحاب الأفكار التكفيرية من مختلف فصائل جماعات الإسلام السياسى، سواء المطاردة من قبل الأمن أو التى تعمل تحت عين وبصر المؤسسات السياسية والدينية والأمنية، فى كل الحالات، أنا أعتقد أن هدف هؤلاء جميعًا هو إرهاق وإنهاك قوى النظام المصرى الحالي: اقتصاديًا وأمنيًا وسياسيًا من خلال خلق بؤر داخلية للتوتر على كافة الأصعدة الثقافية والأمنية والطائفية، ولذلك هناك تنسيق صامت أو فلنسمه تواطؤًا صامتًا بين شيوخ السلفية الكبار والصغار (بدءًا من حسان إلى رشدي) وما بين المؤسسة الدينية الرسمية، وبعض الخلايا النائمة لجماعة الإخوان المتغلغلة فى الكثير من المؤسسات من أجل فرض رقابة صارمة على الفضاء العام، ولذلك تكاتف الجميع من العناصر والجماعات التكفيرية ضد الأستاذ أحمد عبده ماهر، ثم ضد الأستاذ إبراهيم عيسى، وبعد ذلك ضد فيلم أصحاب ولا أعز، وضد مسلسل فاتن أمل حربى... الخ.

إن هذه الرقابة تستهدف تجفيف كافة منابع الثقافة المصرية وتجريد مصر من قوتها الناعمة، وتحويلها من دولة الجمهورية الجديدة إلى جمهورية الخوف، وإشاعة مناخ عام من التحريم والقمع والإرهاب على العقل المصرى ومحاصرته داخل أسوار وجدران العقل السلفى الصحراوى الوهابى، وخنق أى محاولة للإبداع أو للحرية، والأهم من كل ذلك إيقاظ مشاعر الاحتقان الطائفى وإعادة مصر مرة أخرى إلى دولة ما قبل 30 يونيو.

يجب أن نقرأ المشهد فى عمومه ولا نقرأه مجزءًا أو مفتتاً، ومرة أخرى أصرخ وأهتف بأعلى صوتي:

انتبهوا... انتبهوا أيها السادة

انتبهوا... انتبهوا أيها السادة.