عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى مساء الجمعة الماضية دعا عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، إلى لقاء فى مدينة مصراتة غرب ليبيا، فقال بأنه يتعهد بالدفاع عن العاصمة طرابلس! 

وهذا التعهد من جانبه وراءه قصة.. والقصة تبدأ فى الرابع والعشرين من ديسمبر الماضى، عندما كان من المقرر أن تجرى انتخابات البرلمان والرئاسة فى يوم واحد، ولكن ما حدث أن الانتخابات لم تنعقد فى موعدها المحدد سلفاً، وجرى تأجيلها إلى يناير، ثم إلى يونيو المقبل، ثم لا أحد يعرف ما إذا كانت ستتم فى هذا الشهر أم أنها ستتأجل مرةً ثانية؟! 

ولو جرت الانتخابات فى موعدها فى ديسمبر، لكانت حكومة جديدة قد جاءت فى مقاعدها، ولكانت حكومة الدبيبة حكومة سابقة الآن! 

ولكن ما حدث أن البرلمان الليبى اجتمع فى مارس وقرر تكليف فتحى باشاغا بتشكيل حكومة جديدة، وقد قام باشاغا بتشكيلها بالفعل، لولا أنه لا يستطيع إلى اللحظة دخول طرابلس حيث مقر الحكومة الرسمى، وحيث من المفترض أن تتواجد الحكومة وتمارس مسئوليتها! 

والسبب أن الدبيبة لا يريد أن يتخلى عن رئاسة الحكومة، ويرى أنها هى الحكومة الشرعية الرسمية، ويقول إنها موجودة وأنه موجود على رأسها إلى أن تجرى الانتخابات فى يونيو، وعندها يكون من حق الحكومة التى ستأتى بها الانتخابات أن تتقدم لتحكم! 

وعندما يئس باشاغا من إمكانية دخول العاصمة، فإنه ذهب إلى سبها عاصمة اقليم فزان فى الجنوب، وعقد أول اجتماع لحكومته هناك، وكان فى ذهابه إلى سبها ما يعنى أن الليبيين فى الشرق وفى الجنوب معه، وأن على الدبيبة بالتالى ألا يقف فى طريق دخول الحكومة المكلفة من البرلمان إلى طرابلس، وألا يقف فى طريقها إلى ادارة أمور الناس! 

غير أن عبدالحميد الدبيبة ليس معنياً بهذا كله، وهو متمسك ببقائه على رأس حكومته، ويتحصن بها فى داخل العاصمة، ويجهز من القوات ما يراها قادرة على الدفاع عن طرابلس، ويطلب من باشاغا أن يتوقف عن محاولاته دخول عاصمة البلاد! 

وعندما يقول الدبيبة بأنه يتعهد بالدفاع عن العاصمة فهذا بالطبع ليس دقيقاً، لأن الدفاع من جانبه إنما هو عن حكومة يرى نفسه أحق بها، لا عن عاصمة ولا عن وطن؛ لا بد أن يتسع للمواطنين الليبيين جميعاً.. ولا بد أيضاً أن ليبيا التى عانت فى أيام العقيد، ومن بعد سقوط نظام حكم العقيد إلى اليوم، تستحق أن تعيش عيشة الدول الطبيعية التى لا يستأثر بثرواتها أحد دون مواطنيها من آحاد الناس!