رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

هلت ليالى الخير والأعياد، وحلت البركات على أقدم أمة فى التاريخ، وأغلى حضارة مع فجر الضمير.. أمة أعلنت التوحيد قبل الزمان بزمان وأرست العقائد والإيمان قبل الأديان وتوحدت حول النيل بحضارة وأعلت البنيان وعلمت البشرية أن مصر ملجأ أولياء الله الصالحين والعائلة المقدسة وأنها أرست قواعد الحياة واختارها الله عز وجل أرضًا للأنبياء ومهبط رسالات السماء وأنها المحروسة بنقائها وحفظها للدين والقيم وتراكمات التاريخ وعظمة الجغرافيا واحتضانها لآل البيت وكل قادم لها دائمًا فهى بوابة الخير ومدخل التاريخ بالأزهر الشريف وأجراس الكنائس والآذان على مر الأزمان.. حفظها الله وصانها إلى أن يرث الأرض وما عليها..

كل عام ومصر بخير.. فها نحن نستقبل الأعياد مجتمعة وكأنه نداء لا تفرقوا فتخروا وأنكم أمة واحدة لا نظير لها ولا مثال، بداية نحتفل بأقدم الأعياد وهو شم النسيم العيد المصرى القديم والذى احتفل به أجدادنا قبل الأديان والزمان، عيد الربيع والبهجة بتقاليده فى الأطعمة والخروج لحدائق الربيع والذى أقر كل مراسم الاحتفال به الأطباء وسجلنا كمصريين احتفالاتنا به قبل الملكية الفكرية كتناول الخس والملانة والأسماك والليمون والبيض الملون وكلها عوامل الخصوبة لتبقى مصر بجيناتها ليوم الدين.. ونسمع «ربيع» الراحل الفنان فريد الأطرش بطول بر مصر وشوارعها كل شىء يوحدنا يا مصريين ولهذا تعجب لمن يندس ويدس عوامل الفرقة لا قدر الله.

ثم نحتفل بليلة القدر على مدى الليالى الفردية القادمة جعلها الله خيرا علينا كلنا ويأتى عيد القيامة ليعم الفرح وتعدد اللقاءات وتتجدد الذكريات وهنا أفتقد بشدة أصدقاء والدي رحمة الله عليه وعليهم الشيخ الدكتور عبدالمنعم النمر والمهندس وليم نجيب سيفين وهما وزيرا الأوقاف والرى الراحلان مع الأب ارساليوس زكى راعى كنيسة مسرة والأب مكارى «د. أديب عبدالله» استاذ الرياضة البحتة بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية وكلهم كانوا جيرانًا بشبرا العتيقة والحى العامر التاريخى الفريد فى خصائصه السكانية والجغرافية والعلمية مع احتفالات أقامها والدى بشبرا الثانوية بنين بتشجيع الوزراء والمحافظين بصفة دورية وكان أول من احتفل بعيد الميلاد وأول من درس اللغة العربية بالكنائس مجانا وقامت كوكبة من الاساتذة بالعلوم والرياضيات والتاريخ بالتدريس بالمساجد أيضًا مجانا فهم الأساتذة فاروق توفيق «أحياء» وسيزوستريس «كيماء» وأ. شوقى «فرنسى» وأ. «عبدالملك ميخائيل» تاريخ وكان حوار الطلاب بالمساجد والكنائس مع أساتذتهم جميعًا من أقوى وأفضل سبل التعليم وتعميق الوعى والتواصل بين الأجيال فكان كل تلميذ يصلح داعية للأديان وليس لدين واحد.. هذه الروح نفتقدها الآن.. كان نواب البرلمان يمولون احتفالات كبرى المدارس ويجتمع رجال وسيدات التعليم مع قمم وقامات مسيحية ومسلمة ليصنعوا رجال وسيدات المستقبل.. كانوا يعلمون التلاميذ ويبنون الأوطان.

وأتذكر أن د. النمر كان يمتلك عمارة بشبرا وأحد سكانها المندس وليم نجيب سيفين وأقام مأدبة إفطار ضمت د. محمد محجوب وزير الأوقاف ود. النمر ووالدى وأنا وكنت حديثة التخرج وإذا بوليم بك يفرش السجاد لصلاة المغرب وأنا مع السيدة الفاضلة حرمه وهو يقف وراءهم فنادته طنط لتقديم مشروبات عقب الصلاة لضيوفه فقال لها أنا مشغول همَّه بيصلوا وأنا بأقرأ عليهم سورة ياسين يلا.. وكادوا يخرجون من الصلاة ضاحكين ولا أنسى دفء وجمال هذه الليلة حتى الآن.. كان المهندس وليم من أظرف رجال عصره وأكثرهم محبة وعطاء وظل بالبرلمان لأكثر من 20 سنة.. عليهم جميعًا رحمة الله وأطال الله فى عمر د. محجوب العالم الفقيه.

إن شبرا برجالها وسيداتها تحتاج كتابًا قريبًا إن شاء الله.