رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

 

هل تعلم أنه لولا الفرنسيون والإنجليز لما أصبحنا إلى اليوم أصحاب أهم معجزات الدنيا الاهرامات السبعة.. والقصة بدأت منذ ١٧٥ عاما، وتحديدا فى شهر إبريل عام ١٨٤٧ حين وضع محمد على باشا حجر أساس القناطر الخيرية وكان مع هذا الحدث التاريخى فكرة نقل حجارة الأهرامات واستخدامها فى بناء تلك القناطر، ولكن جاء المهندس الانجليزى «لينان» المتعهد بتنفيذ المشروع يرفض طلب محمد على،  مؤكدا له أن المحاجر أوفر بكثير من نقل أحجار الأهرام  فاقتنع محمد على، وخصص مبلغًا لشراء الأحجار من طرة، كما أنشأ خط سكة حديد لنقل محاجر طرة حتى نهر النيل، وبعد وفاة محمد على استعان الخديو عباس بالمهندس الفرنسى «موجيل» بدلا من المهندس الإنجليزى، وألحّ عليه لإنجاز هذا المشروع الضخم ونقل حجارة الاهرامات للبناء وقال له: «لا أدرى ما الفائدة من وجود تلك الجبال من الصخور المرصوصة فوق بعضها، فاذهب واهدمها واستخدم حجارتها فى إتمام عمل القناطر»، إلا أن «موجيل» رفض حتى لا ينعته التاريخ بأنه هادم الأهرامات، وتم بناء القناطر وإنشاء الرياح المنوفى فى عهد سعيد باشا  من المحاجر.. هذا ما ذكره الباحث عبدالفتاح شعيب حول بناء القناطر الخيرية..

كان هدفها تسهيل عملية نقل مياه النيل للمحافظات والاستفادة منها فى زراعة 4 ملايين والنصف فدان جديدة تزيد من الرقعة الزراعية للبلاد، ولكنها كانت مصدر تهديد للأهرامات.

و تم التشييد بفضل الله دون حجارة الأهرامات، ولكن ظهر خلل فى بعض عيون القناطر الخيرية سنة ١٨٦٧ بسبب ضغط المياه، فوجه الخديو إسماعيل إلى ملاقاة هذا الخلل، وأنجز الإصلاح دون حجارة الأهرامات.

والقناطر الخيرية، فى محافظة القليوبية، تقع فى المنطقة التى يتفرع فيها النيل بفرعيه رشيد ودمياط، وتستمد اسمها من «قناطر محمد على» التى تتحكم فى تدفق المياه للثلاثة رياحات الرئيسية فى دلتا النيل (المنوفى، التوفيقى، البحيري) وتتميز بمساحات كبيرة جدا من الحدائق والمتنزهات وكانت اروع المناطق السياحية فى مصر لكنها الآن أصبحت مهملة.

رغم أنها تعتبر واحدا من أهم المعابر لوسط الدلتا. وهى تبعد فى حدود ٢٠ كيلومترا من القاهرة.

ولا نعرف سببا وجيها حتى اليوم لإهمال تلك المدينة والمزار السياحى الهام ومصدر سعادة المصريين والأجانب..

ورغم ما يتم حاليا من إنجازات وبناء الطرق والكبارى والمدن والإنشاءات المختلفة، إلا أن القناطر الخيرية سقطت من الحسابات، رغم أهميتها، حيث تربط القليوبية بالمنوفية ولكن تعانى طرقها التكسير وعم حدائقها التدمير، وجاءت تنقلات رؤساء المدن الأخيرة مجرد تحركات لم ترق إلى مستوى المفاجأة وأهمية مدينتى قليوب والقناطر، حيث تم اختيار اللواء طارق أبوالعطا للقناطر ونقل رئيس القناطر محمد سالم إلى قليوب ما أصاب أهالى قليوب ببعض الإحباط، حيث لم ينجز سالم فى مدينة القناطر الخيرية شيئا ليتم نقله إلى قليوب التى تعانى هى الأخرى من الإهمال والتقصير.. القناطر الخيرية تحتاج إلى صحوة لتعود عروس النيل وحدائق البهجة ومصدر غناء الشعراء..

ربما كانت استجابة التنقلات الأخيرة عقب مقال قليوب الذى نشر الأسبوع الماضى شيئا رائعا ومبشرا، يؤكد  أن هناك إدارة تسمع وتستجيب لحل المشاكل وتجاوز العقبات، إلا أن الناس تحتاج أيضا إلى المزيد من إصلاح مدن القليوبية والتجديد.