رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

بنهاية جمعة ختام الصوم ــ لأبناء الكنيسة الأرثوذكسية ــ التى تسبق سبت لعازر مباشرة ينتهى صوم الأربعين المقدسة وتنتهى معها ألحان الصوم الكبير أيضًا ليبدأ الاستعداد لأسبوع الآلام، واليوم هو «سبت لعازر» وهو اليوم الفاصل بين صوم الأربعين وأسبوع الآلام...

ونقترب من بعض تفاصيل تلك المعجزة عبر الأيقونة الأبرز والأحدث، أمّا سبب اختيار هذه الأيقونة، فلأنّ الرسّام ( وفق القراءة الروحية للعمل ) أضاف معانى لاهوتيّة جديدة إلى المعانى القديمة المتعارف عليها، فتفادى النسخ، وسلك طريق التأليف، فعبّر بالرسم عن شيءٍ جديدٍ رآه فى هذا الحدث.

كان لعازر وأختاه مرتا ومريم من أصدقاء يسوع، وكانت هذه العائلة تعيش فى بيت عنيا. وعلم يسوع أنّ لعازر مريض، ولكن مات لعازر قبل أن يزوره يسوع. وبعد أربعة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا، فخرجت مرتا للقائه وعاتبته: «لو كنتَ هنا لما مات أخي».. 

وخرجت أيضًا مريم للقائه وعاتبته. وتأثّر يسوع من حزن هذه الأسرة على فقيدها وبكى. وذهب إلى القبر وأمر بأن يُرفَعَ الحجر، مع أنّ الميت مدفون منذ أربعة أيام، والجثّة بدأت تتفسّخ. فرفعوا الحجر، وأمر يسوع لعازر:»يا لعازر هلمّ واخرج»، فخرج لعازر وهو ملفوف بالكفن حيًّا.

يمكننا أن نقسم هذه الأيقونة إلى مستطيلَين متجاورَين: مستطيل اليمين ويحوى لعازر، وعمّال الدفن واليهود الذين كانوا يقدّمون التعازى للأختَين، ورافقوهما حين رآهما تنطلقان للقاء يسوع والذهاب إلى القبر. مستطيل اليسار ويحوى يسوع وتلاميذه خلفه. وفى الوسط مريم ومرتا تسجدان.

إنّه عالم الأموات. جبل وفيه القبر، وهو فتحة فى صخرة، لعازر الملفوف بالأكفان يقف فى وسط القبر، وعن يمينه مجموعة من اليهود نميّز بينهم فرّيسيّون أتقياء يعتمرون العمامة التقليديّة. واحد منهم يسدّ فمه من رائحة النتن الصادرة عن القبر المفتوح. من عادة الأيقونات أن تجعل مجموعة اليهود فى الوسط بين الجبلَين، وكأنّها آتية لترى ما سيحدث. لكنّ رسّام هذه الأيقونة جعل هذه المجموعة إلى جانب لعازر، عالم الأموات، لأنّهم لم يؤمنوا بكلام الحياة الأبديّة الّذى كان المسيح يعلنه للناس. ونجد أيضًا شخصان، ربّما هما من عمّال الدفن، وهما شابّان واحد يحمل حجر القبر الذى أزاحه، والآخر يفكّ لفافات الكفن، لأنّ يسوع أمر وقال: «حلّوه ودعوه يذهب».

فى مقدّمة المجموعة على اليسار، المسيح فى المقدّمة، يمسك بيده اليسرى لفافة، ويمدّ يده اليمنى بحركة بركة وأمر: « يا لعازر اخرج من القبر». خلف المسيح نجد الرسل: 

بطرس ويوحنّا الإنجيلى وأندراوس. إنّها مجموعة الحياة. لا يبدو على الرسل الخوف والارتياب، بل التساؤل للفهم والاحترام.

نجد بين الجبلين أسوار أورشليم. فبيت عنيا حيث تمّت المعجزة قريبة من أورشليم. وعند قدمى المسيح نجد مرتا ومريم. مرتا تنظر إلى يسوع راجية، ومريم تنحنى إلى قدميه تمسحهما.

 وهنا تجدر الملاحظة : يقف خلف مريم يهوذا الإسخريوطى الخائن، وهو من تلاميذ المسيح. إنّه يقف مع مجموعة الموت، بسبب سوء نواياه، يشير يهوذا إلى مرتا محتجًّا، ويضع يمينه على فمه متحسّرًا... تشكيل متكامل لكل تفاصيل المشهد العظيم الذى يعيشه المسيحى اليوم.. يوم « سبت لعازر»..