رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

 

 

 

 

 

رمضان شهر الخير والبركات ومهرجان الفن والدراما والبرامج التى تحيى كل القيم وتسعد المشاهد والمستمع معاً.. كانت له طقوس مبهجة، وكل ما فيه يبعث الأمل ويحيى القلوب وينير الكون كله بالإيمان والنفحات وأذان «الشيخ محمد رفعت» وتواشيح المنشد العبقرى «النقشبندى» وسهراته وأنواره جعل رمضان فى مصر متميزاً دون بلاد العالم.. ومع الأطعمة الجاهزة و«خيام رمضان» ومسلسلات وألفاظ وقتل واغتصاب دون مستوى البشر والقيم والأدب تاه رمضان بقيمه وتعاليمه وروحانياته وعادات وتقاليده إلا من اتجه لقناة «ماسبيرو زمان» حيث يستمتع بها الآن شريحة كبيرة ومتنوعة بدءًا من الأطفال وحتى الكبار فى هدوء تعود بهم الذاكرة والذكريات وكأنهم يعيشون اللحظة بكل صدقها وصدق من عملوا وقدموا أعمالاً خالدة.. فأنا أستمع للفوازير القديمة وصوت عبدالمنعم مدبولى «جدو عبده» و«بوجى وطمطم» وهى أعمال مر عليها ما يقرب من 40 سنة.. ولكن أطال عمرها الصدق والمصرية الحقيقية والمؤلف والملحن والممثل والمذيع الجاد المثقف النابع من طين مصر وترابها ونيلها.. أغانى رمضان منذ أكثر من 60 سنة كأغنية «رمضان جانا» عدد كبير من هذه الأغانى نحيا بها وعليها ولم نر أغنية جديدة منذ 60 سنة حقًا.. لماذا لا أعرف؟ مسلسلات رمضان زمان تبعث الهدوء والطمأنينة وكأنها دواء للضوضاء والزحمة وعودة للهدوء والوفاق الأسرى بالمنازل وصورة نفتقدها للأسرة الطيبة التى تعرف كيف تربى أولادها وتؤهلهم كآباء وأمهات المستقبل.. وتعكس حياة هذه الأسر مع جيرانها وسلوكها الرمضانى المصرى الأصيل.. إنها كانت تعالج أي خلل طارئ على المجتمع وتحافظ على ثوابته وتدينه وعطائه لكل من حولها كأسرة بسيطة.

ماذا حدث للمصريين؟ ألفاظ الممثلين والممثلات اختلفت، أزياؤهم اختلطت بكل ما هو غير مصرى أو فرعونى أصيل، مفاهيم الأسر فى الشراء والتعامل والدراسة وهدر الطعام والإسراف باتت ثوابت، كيف نصمت أمام كل هذا والحلال بيّن والحرام بيّن أو لدينا ماسبيرو الآن وماسبيرو زمان؟!

إن نظرة مقارنة بين برامج الطبخ قديماً وحديثاً تكفى لإثبات التدهور الإعلامى الآن. إن برامج «ربات البيوت» ومسلسل عادات وتقاليد كان يجب أن نطورها لا أن نضرب بنجاحها عرض الحائط وتأتى بما لا يسر ولا ينفع.

إن ما حدث من خطأ لا يغتفر بإحدى الصحف اليومية أخيراً ناتج هذا التخبط وإننا نترك الحبل على الغارب لكل من يريد أن يعمل بالصحف والإعلام ولا نحاسب ولا ندافع عن تاريخنا وميراثنا وتراثنا الذى كان غذاء الوطن العربى إعلامياً وسينمائياً.

إن هدر الطعام يناقشه الآن مجلس الشيوخ فهل ما يقدمه الإعلام المرئى والمسموع يصلح لدعم مناقشات مجلس الشيوخ أم أنه يهدمها قبل أن تبدأ؟

إن الشعب المصرى له حقوق وواجبات على الإعلام والصحافة، فهل ندركها قبل فوات الأوان؟ وإن رأينا مسلسلات تستحق الإشادة مثل «الاختيار والكبير» فلا مانع من غربلة باقى المواد الإعلامية وليناقش مجلس الشيوخ كيفية استعادة دور الإعلام لمواكبة الأزمات العالمية التى نمر بها وعودة دعم الإعلام للمشروعات القومية والاعتراف بأن مصر الآن من أكثر الدول التى يوجد بها كل المواد الغذائية ولم نشك من عدم وجود القمح والعيش والخضر والفواكه ولكن يبرز دور الإعلام فى عدم الإسراف وتدوير الأطعمة وتعليم النشء كيفية تناول الطعام «بالبوفيهات» المفتوحة وأن تقدم لربة المنزل «تغيير طعام الأمس» لتناوله فى اليوم التالى بصورة جديدة موفرة وتعيد النظر فى برامج الطهى، أى العودة «لعادات وتقاليد» وبرامج هادفة بناءة.