رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

كلما طالعنى خبر كهذا محزن ومؤسف، يصيب القلب بالكمد والأخلاق بطعنة غدر والشهامة فى مقتل، خبر يختلف فى التفاصيل، ويتفق فى السبب والجوهر، أتذكر قول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأعراف: «وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)»، والخبر هو مقتل شاب أو رجل شهم تصدى لشباب منحرف يتحرش بفتاة يعرفها أو لا يعرفها، سواء بالفعل أو الكلام، فكان نصيب هذا الشهم الخلوق طعنات قاتلة، أو رصاصة فى رأسه من السفلة، وكأن صاحب الأخلاق الغيور على عرضه وعروض بنات الناس، ليس له حظ فى الدنيا، وعلى الغوغائيين المتحرشين أن يطردوه، ليس من البلدة بل من الحياة كلها بالتخلص منه وقتله، لتخلو الحياة لأمثالهم.

«محمد كمال» رجل محترم يقترب من الخمسين من العمر، يعمل فى المقاولات ولديه أسرة، زوجة و4 أبناء، بينهم بنت، أكبرهم فى 14 من العمر، بعد صلاة التراويح كان عائدا لبيته فى المنيب، وشاهد شابين يقفان على ناصية الشارع ويعاكسان الفتيات، طلب منهما الابتعاد عن المكان والتوقف عما يفعلانه، فلا يصح هذا التحرش فى المنطقة ولا غير المنطقة، ولا التعرض لفتيات المنطقة ولا حتى الغريبات من المارة، يا ناس إحنا فى شهر رمضان حتى اتقوا الله.

بالطبع لم يعجبهما كلامه، وتطور الأمر إلى مشادة كلامية، انسحب فيها الشابان إلى منزلهما، واعتقد الرجل أن الأمر انتهى، ولكنهما عادا إليه ومعهما ثالث، والدهما، وقد تسلحوا بزجاجات مولوتوف وفقا لشهود العيان، فيما حمل الأب الـ«غَضَنْفَر» فرد خرطوش، وتكاثروا على الرجل الجدع الشهم، وقتلوه، قتله الأب بإطلاق رصاصه على رأسه من قرب، ليسقط مضرجا فى دمائه وتصعد روحه الطاهرة لبارئها، قتله والد المتحرشين بدم بارد، ليحمى الفعل المنكر لأولاده، بدلا من تأديبهم وردعهم بكلمة  «عيب»، ولييتم أربعة أطفال، ويرمل زوجة ليس لها فى الدنيا سوى زوجها الذى يشهد له الجميع بالأخلاق وعمل الخير، لقد قال الشيطان للقتلة «اطردوه من الدنيا انه ينتمى لقوم يتطهرون، قوم يدافعون عن الشرف والفضيلة، قوم لم يعد لهم كثير من مساحات الأماكن فى هذا الزمان».

ليست الحادثة الأولى التى يدفع فيها إنسان شهم خلوق حياته ثمنا لرجولته، ودفاعه عن أعراض بنات الناس ضد كلاب وذئاب السكك، وقد لا تكون الأخيرة، فقبل شهرين قتل متحرشون سفلة الشاب ايمن 22 سنة فى منطقة الجراج بحى السلام، شاب بسيط يجرى وراء لقمة عيشه حيث يعمل سائقًا، ورأى ثلاثة عاطلين يتحرشون بفتاة، تدخل لحماية البنت، وكان نصيبه طعنات قاتلة، ليرحل عن دنيا الباطل تاركًا خلفه أسرة بسيطة كان يعولها، عشرات الحوادث تطل علينا بوجهها القبيح القذر فى هذا الإطار، ولا يمكننا أن ننسى مأساة الشاب محمود البنا، الذى كان زهرة للحياة فى مدينة تلا بالمنوفية، عندما دافع عن فتاة يتحرش بها شاب يدعى محمد راجح، وكتب محمود على صفحته «بوست» ينتقد فيه عمليات التحرش، فما كان من المتحرش إلا أن جمع اثنين من أعوان الشيطان، وتربص بمحمود، وانهالوا عليه طعنًا وتمزيقًا لجسده الشريف، ولتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، ولتخلف الجريمة فاجعة وصدمة اهتزت لها مصر كلها فى حينه.

ضحايا الشهامة فى رحاب الله ورحمته، ولكن آثار جرائم الشياطين القتلة تزرع فى النفوس الخوف، وقد تجعل أى شاب أو رجل ذي نخوة يجنح للتخلى عن شهامته خوفًا على حياته، وترك الذئاب ترعى بحرية فى شوارعنا، فإلى أى منحدر نسير، جرائم الشهامة يجب أن يشدد لها قانون العقوبات بقسوة، لتكون عبرة للسفلة من مغتصبين ومتحرشين، و...للحديث بقية

[email protected]