رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

استيقظ العالم أول الأسبوع على زيارة مفاجئة إلى أوكرانيا، قام بها رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، دون الإعلان عنها مسبقًا!

كان من الواضح أن الهدف من وراء الزيارة رغبة بريطانية فى ابداء المساندة المباشرة لأوكرانيا، فى مواجهة الحرب الروسية عليها منذ الرابع والعشرين من فبراير.. ولكنها زيارة يمكن فهمها على وجه آخر يتصل برؤية الانجليز لأنفسهم فى القارة الأوربية!

إن أوربا لم تتوحد على شيء فى تاريخها القريب، كما توحدت على مساندة الأوكرانيين، وعلى وقوفها معهم ضد الغزو الروسى الذى لا يزال يجد صعوبة كبيرة فى التقدم داخل البلاد.. ورغم أن بريطانيا غادرت الاتحاد الأوربى منذ فترة، ورغم أنها لم تعد تتمتع بعضويته، إلا أن موقفها الصلب من الغزو الروسى، ومساعدتها القوية لأوكرانيا، وتشددها فى رفض الغزو، كلها أشياء تشير إلى أنها لا تزال ترى نفسها قادرة على أن تقود القارة العجوز فى مثل هذه المواقف الفاصلة!

والذين تابعوا تصريحات جونسون منذ بدء الحرب الروسية يعرفون بالتأكيد، أنه كان أشد رجال القارة فى إدانة الغزو، وفى حشد الجهود الدولية لمواجهة روسيا، وفى تعبئة الغالبية من العواصم فى أنحاء العالم، لتكون جبهة واحدة فى صد موسكو عن قرار الغزو!

وليس سرًا أن هذه الرغبة فى قيادة أوربا لم تكن حاضرة لدى لندن، عندما كانت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركيل لا تزال فى دار المستشارية.. فالسيدة ميركيل غادرت الدار فى الثامن من ديسمبر الماضى، ومن بعدها طمحت باريس ولا تزال فى أن تحل محل برلين فى مقعد القيادة الأوربية!

ولكن يبدو أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سيجد فى جونسون منافسًا قويًا وعنيدًا فى حلبة القيادة للقارة كلها.. هذا بالطبع إذا فاز فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التى انطلقت صباح الأحد، والتى يسابق فيها منافسين كانوا قريبين منه فى حظوظ الفوز.. فهذا ما يقول به كل استطلاع رأى جرى خلال الأيام السابقة لانطلاق الانتخابات!

ولا بد أننا فى انتظار حدثين اثنين لنرى إلى أى من العاصمتين البريطانية والفرنسية سيميل زمام القيادة: أولهما توقف العمليات العسكرية الروسية داخل أوكرانيا، وثانيهما نتائج السباق الرئاسى فى باريس.. فبعدها سنرى خليفة ميركيل، وما إذا كان هو ماكرون أم جونسون؟!

إن جونسون يبدو متحفزًا، وماكرون يخطط لخلافة ميركيل من زمان، وكلاهما يحاول تقديم أوراق اعتماده، وقد جاءت الحرب على أوكرانيا بالنسبة لهما وكأنها هدية من السماء!