رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

يجب أن نتوقف عند الكتابات الجادة والهادفة.. فالكتابة مسئولية هذا على الأقل ما أظنه وما أقتنع به. فعندما نكتب ويكون الهدف أن يخرج ما نكتبه إلى الآخرين، هنا تتبدى المسئولية.. لتسأل وتحدد ماذا أنت تريد من الكتابة؟ هل لديك فكرة تريد أن توصلها إلى الآخرين؟

وفى سياق الكتابات، نقول إن هناك كتابات لها هدف تربوى وتنموى، وهنا تقف أمام تلك الكتابات لكى تعرفها وتسلط عليها الضوء لكى يراها الجميع وينتبهوا إليها.. أقول ذلك بمناسبة أننى تلقيت كتابا للكاتبة عزة موسى، والكتاب موجه إلى الأطفال لسن (6-9 سنوات) وجاء الأسلوب بسيطا للغاية؛ بحيث يمكن للأطفال فى تلك المرحلة من استيعاب المعنى والمغزى.. وينمى داخلهم الإحساس بالبذل والجهد والمثابرة.. وهى رسالة تربوية من الدرجة الأولى وهو ما نفتقد إليه فى عالمنا التعليمى.. بل إننى أدعو إلى تدريس تلك الكتابات فى مدارس المرحلة الأولى.. فهى تقوم ببناء البنية الأساسية سواء العقلية أو السيكولوجية وكذلك الاجتماعية داخل الطفل.

والكتاب الذى بين أيدينا يتحدث عن الطفلة (أبية) والتى تستمد من اسمها كل القوة والعزم وعدم الاستكانة.. وبذل أقصى الجهد لتحقيق الهدف المنشود.. وكل القصة تدور حول الاشتراك فى الأنشطة المدرسية.

ونجد تعاون المنزل مع أبية فى اختيارها لموضوع النشاط والبحث عن شخصية افريقية شهيرة وحاصلة على جائزة نوبل.. ما نلاحظه خلال القصة أن الأم والأب والأخ لم يقولوا لها (نشاط إيه وبتاع إيه خليكى فى دروسك بلاش كلام فارغ..) كما يمكن أن نسمع فى المجتمع المعتاد لدينا.. ولكنهم تعاونوا جميعا على مساعدتها لتقوم بعمل بحث جيد عن الشخصية الإفريقية.. وظلت أبية تبحث عن موضوعها فحصلت على اسم (إيلين جونسون سيرليف).. واهتمت الأسرة بأكملها لمعرفة التفاصيل من خلال (أبية) وأخذت تسرد قصة إيلين من البداية حتى حصولها على جائزة نوبل.

مثل تلك الكتابات يمكن أن تغير المفهوم العقيم الذى سجنا فيه عقولنا وعقول أطفالنا.. أهم شىء هو البحث.. الطفل يبحث بنفسه ويعرف ويستطيع من خلال ذلك البحث أن ينمى قدراته ومعارفه ومن ثم يعمل على تنمية ذاته وقدراته، ومساعدة المحيطين به وخاصة الأهل فى الأسرة.

ما يلفت النظر فى القصة أن الأسرة أثناء تناول الطعام يتحدثون فى أمر يعمل على تنمية قدرات أحد أفرادها.. وليس الجلوس للطعام لعرض المشكلات والمتاعب.. هنا يعطى قيمة لأهمية التواجد للأسرة للمشاركة والمناقشة والتفاعل المتبادل بين الجميع من الوالدين والأبناء.. فالقصة بها الكثير من الأبعاد منها التربوية والاجتماعية والتعليمية والتنموية.

أيضا.. جاءت الرسوم التعبيرية معبرة ودالة بشكل رائع.. فكل رسم يدل على لحظة هامة فى القصة.. وهذه الرسوم لها دور فعال فى عملية التلقى لدى الطفل.. فما تلبث القصة أن تثبت فى عقلية الطفل والسبب الفكرة الرئيسية وجاذبيتها، إلى جانب الرسوم والألوان وحجمها كلها عوامل تعمل على تثبيت وترسيخ الأفكار فى عقول الأطفال فى تلك المرحلة العمرية. والطفل يمكن أن تثبت فى ذاكرته الرسوم فنجده يتذكر تلقائيا الفكرة المرتبطة بها. فهناك علاقة جدلية بين الرسوم والألوان والفكرة وخاصة فى تلك المرحلة. تحية تقدير للكاتبة عزة موسى.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال - أكاديمية الفنون