رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

«مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

ما أحوجنا ونحن نبارك ونهنئ بعضنا البعض بقدوم شهر الرحمة وشهر الخير وشهر البركة أن يكون رسولنا الكريم هو قدوتنا، وخاصة فى هذه الأيام المباركة، روحيا وعمليا و لا شك أننا فى مرحلة عصيبة وغير متوقعة نتيجة لأحداث عالمية بدأت بأزمة الكورونا وتبعاتها الاقتصادية، ثم أزمة الشحن الدولى، وانتهاء بتأثيرات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى زادت الأمور الاقتصادية العالمية تعقيدا وتأثرت بها أعتى وأقوى الأنظمة الاقتصادية.

أصبحت الأمور والأزمات العالمية وتبعاتها وتأثيراتها ليس لها من دون الله كاشفة. ولكننا وسط تلك الموجات والهزات الاقتصادية العنيفة، لا يزال التكافل والتراحم هو أهم سمات المجتمع المصرى منذ قديم الأزل، ويضرب المصريين دائمًا المثل، ويضرب بهم المثل فى توادهم وتراحهم فيما بينهم على اختلاف عقائدهم الدينية.

علينا جميعًا أن نمد يد العون والمساعدة لبعضنا البعض من خلال تقديم المساعدة، ليس للأسر المحتاجة والأشد فقرا الذين يعجزون فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة أن يلبوا مستلزمات معيشتهم خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم شهر المغفرة والرحمة التى نرجوها جميعا من الله، وكيف نرجو - رحمة الله - إن لم تعم الرحمة بيننا ونساعد بعضنا لتخطى تلك المحنة، ويا حبذا لو عاد طبق رمضان الذى يتم تبادله بين الجيران طوال الشهر كعادة مصرية أصيلة. جميعنا لديه مسئولية تجاه الآخر وتجاه الوطن الذى نعيش فيه، فحالة الغلاء المبالغ فيه حاليًا وغير المبرر أحيانا والذى تعانى منها الأسواق ليست نتيجة الأزمة العالمية والمحلية فقط، ولكن جزء منها يعود لاستغلال تجار الأزمة الذين ألهتهم تجارتهم عن الرحمة وعن قدوم الشهر الفضيل وعن كل مفردات التكافل والتراحم، وهو ما لا يعبر عن القيم والعادات التى تربينا عليها، ولا تعبر أيضا عما أمرنا به الدين الإسلامى الحنيف، الذى ينهانا عن المغالاة ويأمرنا بالرحمة فى تعاملاتنا.

وما أحوجنا جميعًا أن نعمل متكاتفين، حكومة ومؤسسات مجتمع مدنى ومؤسسات خيرية ومبادرات وغيرها، على أن نقوم بأدوار متكاملة لمعاونة بعضنا البعض على تحمل مشقات تلك الفترة، بل ومواجهة أى تجاوزات أو مشكلات من شأنها تعقيد الأزمة أو محاولات استغلالها، والإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى عليها دور كبير جنبًا الى جنب مع مؤسسات الدولة الرسمية فى نشر الوعى داخل المجتمع وفى مواجهة جشع التجار الذين يحاولون السيطرة على المواطنين واستغلال الأزمة من خلال زيادة الأسعار وتوضح للمجتمع ضرورة التعاون ونشر الطمأنينة بين الجميع.

ولا شك أننا جميعا نثمن قرارات القيادة السياسية والحكومة خاصة التى تم اتخاذها لتخفيف حدة الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية على المواطن، كزيادة الأجور وتعجيل استحقاق صرف العلاوات الدورية للعاملين والموظفين بالدولة لتكون أول أبريل بدلا من يوليو، لمساعدة الأسر المصرية على تلبية احتياجاتها، ومما لا شك فيه فإن تلك القرارات أثلجت صدور المصريين وجعلتهم يدركون بأن قيادتهم السياسية تشعر بهم وبمعاناتهم جراء الأزمة العالمية.

كل عام ومصر والمصريين جميعا بكل خير ورحمة وتكافل و ندعو الله أن يعيننا جميعا على تلك الأيام الصعبة وأن يكون شهر رمضان الكريم هو بشرى فرج وفرح للجميع، و أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات.

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد