رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

آن الأوان لكى نغير نظراتنا للريف، وننظر إليه بجدية واهتمام، آن الأوان لكى نحافظ على هويته، التى طمست على مدار العقود الأربعة الماضية، حتى أصبح الريف عالة على المدينة، وأصبح عموده الفقرى وهو المزارع يتسول لكى يعيش أو يعمل فى مهن لم يعرفها من قبل، ولكن لقمة العيش أجبرته على العمل فى نظافة شوارع المدن والأحياء مقابل جنيهات لا تغنى ولا تسمن أسرته البائسة.

نتمنى أن يعود إلينا الريف المنتج من جديد، وعودته لا تكلف الدولة الكثير، وأرى أن توجه الدولة مبادرة حياة كريمة لإعادة بناء الفلاح المصرى بشحمه ولحمه من جديد، نريد مزارعا يعرف ماذا سيزرع، ولمن سيبيع إنتاجه، وما أرباحه المتوقعة من خلال جهاز تسعير عادل، لا بمعرفة سماسرة وتجار يملأ بطونهم الجشع، نريد من الدولة أن تعيد بناء البيت الريفى كما كان، تعيد اعمار الزرائب التى خربت بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، وبسبب القروض المحملة بفوائد مركبة، وبسبب عدم وجود رعاية بيطرية لا تهدف للربح كما يحدث حاليا.

نريد من الدولة تشجيع تربية الطيور المنزلية ودعمها، وتوفير القروض والاعلاف والرعاية البيطرية؛ لإعادة تأهيل المرأة الريفية لتصبح الدبلوماسية الناعمة فى معركة الغذاء القادمة، نريد من الدولة أن تعيد بناء الافران المنزلية بعد إغلاق الطواحين البلدية، وإحلال مطاحن السلندرات العملاقة والتى يتوه ويُسرق بين أركانها الدعم الحكومى.

نريد عودة المرأة الريفية المنتجة، وليست من تجلس على أبواب مخابز الرغيف المدعم، قبل طلوع الفجر، وتمتهن كرامتها فى الزحام والمعاملة السيئة من بعض أصحاب هذه المخابز.

ننتظر اليوم الذى تستنشق فيه رائحة دخان وخبز الكرامة، ننتظر بيوت الريف وهى تنظف الشوارع من القمامة، كما كان يحدث من قبل، لاستخدامها فى نضج الخبز ولا نطلب من الحكومة سوى منحهن الدقيق بقيمة رمزية، وسيتولين هن اطعام الريف والمدينة معا، إذا التزمت وزارة التموين بصرف حصص دقيق منتظمة، تخصم من حصص المخابز البلدية، والتى تعرف طريقها إلى المخابز السياحية ومصانع المكرونة بعيدًا عن رقابة الوزارة.

نطالب وزارة الزراعة بتنظيم قوافل من الخبراء الزراعيين، لتعويض النقص الحاد فى المشرفين الزراعيين بالجمعيات الزراعية، بعد أن خرجوا للمعاش دون توفير البديل، كما نطالبها بانتخاب افضل أصناف التقاوى من القمح والذرة الشامية عالية الإنتاج، كما نطالبها بوجود آلية تمنع تسرب الأسمدة للسوق السوداء، ووضع تشريعات قاسية بالسجن والغرامة الباهظة لمن يقوم ببيع أو تداول هذه الأسمدة، ولا يجب أن نغفل عن الاهتمام بأحوال المزارعين ورعايتهم صحيا واجتماعيا، ولا يجب منحهم المعاش عند سن ٦٥ عاما وغيرهم من الفئات الأخرى ٦٠ عاما فقط. لابد من البحث عن أسباب هذه التفرقة ومعالجتها فورا اذا كنا نريد تحقيق اكتفاء ذاتى من القمح والذرة، فلنبدأ بخطة شاملة من الآن لنهضة الريف نهضة حقيقية، ونسأل الله الخير والسلامة لمصرنا الحبيبة.