عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

لأننا فى شهر مارس فلا بد أن نذكر أنه الشهر الذى عادت فيه طابا إلى الوطن الأم، بعد معركة دبلوماسية دامت سبع سنوات.. ففى الخامس والعشرين من أبريل ١٩٨٢ عاد إلينا الجزء المتبقى من سيناء، وكان الأساس فى عودته اتفاقية السلام الموقعة مع اسرائيل فى مارس ١٩٧٩!

ولكن فى مرحلة ما بعد ٢٥ أبريل من تلك السنة نشب خلاف بيننا وبين تل أبيب حول مربع طابا، وما إذا كان يتبعهم أو يتبعنا ؟!

وكان لا بد من خوض معركة دبلوماسية حول هذه القضية، وهى معركة طالت حتى عادت طابا بالفعل فى ١٩ مارس ١٩٨٩، وكانت عودتها بالتحكيم الدولى الذى قضى بمصريتها، ولم يعد هناك شك بعدها فى ذلك فسلمت اسرائيل بما قضى به التحكيم!

وقد تذكرت هذا كله عندما أعاد الرئيس السيسى التأكيد، وهو يستقبل رئيس رواندا أول الأسبوع، على أن القاهرة ترفض أى اجراءات أحادية على نهر النيل تضر بمقدرات الشعوب.. فمثل هذا التأكيد المتكرر من جانب رأس الدولة المصرية يعيد تذكيرنا بمعركة طابا، لأن معركتنا فى ملف النهر هى مثل معركة طابا بالضبط، من حيث طول النفس الذى حسم المعركة السابقة، والذى أيضًا سيحسم المعركة الحالية!

وحين نعيد التأكيد على ذلك فى خلال زيارة الرئيس الرواندى بول كاجامى، فإن الأمر يكتسب أهمية خاصة، لا لشيء، إلا لأن رواندا ليست مجرد دولة من الدول التى تشاركنا الإنتماء إلى القارة السمراء، ولكنها فى الوقت نفسه واحدة من ١١ دولة تشكل ما يسمى بدول حوض نهر النيل!

وهى من موقعيها فى القارة وبين دول الحوض معًا، تدرك تمامًا ماذا يعنى ماء النهر بالنسبة لنا، وتدرك أيضًا معنى ما تعيد مصر التأكيد عليه فى هذا الشأن، كلما لاحت مناسبة فى الأفق، وكلما كان رئيس دولة أفريقى فى زيارة إلى قاهرة المعز!

وليس على صانع القرار فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، إلا أن ينتبه إلى مغزى ما قيل فى أثناء هذه الزيارة الأفريقية، وفى أثناء كل زيارة مماثلة لها من قبل.. ففى كل المرات كانت مصر تنبه إلى ضرورة ما تقوله، وكانت تقول أن الموضوع ليس موضوعًا للفصال، وأنها ستنتصر فى قضيتها بمثل ما انتصرت فى طابا، لأنها صاحبة قضية عادلة هنا، كما كانت صاحبة قضية عادلة هناك!