عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن أى طريقة تخنق بها الاقتصاد الروسى، ولم يكن قرار الرئيس بايدن وقف استيراد الغاز والنفط من روسيا سوى خطوة كبيرة فى هذا الاتجاه.

ولكن واشنطن تريد من حلفائها خطوات أخرى فى الاتجاه نفسه، ومن بين هذه الخطوات العمل على أن تستغنى أوروبا عن الغاز الروسى.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف كانت الزيارة التى قامت بها ويندى شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكى إلى كل من الجزائر والمغرب وإسبانيا.. ففى البلاد الثلاثة كانت شيرمان تدعو الجزائريين إلى زيادة إمداداتهم من الغاز إلى القارة الأوروبية من خلال خط الأنابيب الذى يعبر الأراضى المغربية إلى إسبانيا على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط.

وكان الخلاف بين الجزائر والمغرب فى السنة الماضية قد جعل الحكومة الجزائرية تفكر فى وقف ضخ الغاز عبر هذا الخط إلى أوروبا، وهذا ما حدث فى ديسمبر الماضى بالفعل، ومن يومها لم يعد الغاز الجزائرى يصل إلى الأوروبيين من خلال خط المغرب!.. ومن المعروف أن أوربا تحصل على عشرة فى المائة من حاجتها من الغاز من إمدادات الجزائر، التى لم تستجب لرغبة واشنطن فى ضخ المزيد أملًا فى خلق بديل للغاز الروسى الذى تمد به موسكو أوروبا.

وكانت الحكومة الجزائرية واضحة فى رفض الطلب الأمريكى، وكان رأيها أن زيادة الإمدادات غير واردة فى الوقت الحالى، حرصًا منها أولًا على علاقتها مع موسكو، وتمسكًا منها ثانيًا بأن تظل بعيدة عن الاصطفاف إلى جانب الغرب فى عقوباته الاقتصادية على الروس.

ومعنى حديث الجزائر عن عدم إمكانية زيادة الإمدادات فى الوقت الحالى، أن زيادتها فى المستقبل ممكنة وواردة، وأن ذلك يمكن أن يكون فى مرحلة ما بعد توقف الحرب الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وبين روسيا فى أوكرانيا.

وقد أتاحت الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة من ٢٤ فبراير الفرصة أمام عدد من الدول فى المنطقة لاتخاذ مواقف مستقلة، وكانت الجزائر فى الصف الأول من هذه الدول، ولم تدفعها حاجتها إلى عائد الغاز للإقدام على مواقف غير محسوبة فى أجواء الحرب الدائرة بين الطرفين.. ومن قبل الجزائر كانت مصر قد أعطت لنفسها مساحة تتحرك عليها بحرية فى عدد من المواقف تجاه الحرب نفسها.