رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

قال الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، فى حديث له مع مجلة «ذى أتلانتيك» الأمريكية الصادرة الخميس الماضى، أن علاقة جوار تربط بلاده بإيران، وأن الإيرانيين ليس فى إمكانهم التخلص من السعودية على الشاطئ الغربى للخليج لعربى، ولا فى مقدور السعودية أن تتخلص من إيران على الشاطئ الآخر من الخليج، وأن الحل هو العثور على طريقة للحوار والعيش المشترك!

وهذا كلام مهم فى العلاقة بين البلدين، وهو كلام ينتمى إلى مدرسة السياسة الواقعية فى العلاقة بين أى بلدين قضت عليهما الجغرافيا أن يكونا متجاورين!

والكلام نفسه ينطبق على روسيا وأوكرانيا، لأنه ليس من الممكن أن تشطب روسيا أوكرانيا من الخريطة، ولا من الممكن لأوكرانيا أن تهزم الروس فى الحرب الدائرة بينهما من ٢٤ فبراير!

وربما يكون شيء من هذا قد فات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهو يخطط لهذه الحرب من فترة، ثم وهو يؤكد مرة بعد المرة فى مرحلة ما قبل الحرب، أنه لا يفكر فى غزو أوكرانيا، ولا فى أن يعلن الحرب عليها، ولا فى اجتياحها من الشرق إلى الغرب!.. وقد اتضح من سياق الأحداث لاحقًا أنه لم يكن صادقًا فيما قال، وأنه يقول الشيء ثم يخطط لفعل العكس!

وربما يكون أيضًا قد فكر فى أن وجود أوكرانيا وروسيا معًا تحت مظلة الاتحاد السوفييتى السابق أيام أن كان الاتحاد لا يزال قائمًا يبرر غزو أرض أوكرانيا، وينبئ بأن عودة الأوكرانيين إلى البيت الروسى مسألة ستكون متاحة وسهلة، وستكون موضع ترحيب من الطرف الآخر.. وهذا ما تبين عدم صوابه بنسبة مائة فى المائة منذ اللحظة الأولى للغزو!

تبين ذلك من المقاومة غير المتوقعة ضد الروس فى كل شبر أوكرانى، وتبين من خلال صلابة الرئيس الأوكرانى نفسه، ومن خلال رسائله الحماسية التى راح يرسلها إلى مواطنيه من أول يوم عبرت فيه القوات الروسية إلى داخل الأراضى الأوكرانية!

السؤال الآن هو كالتالى: إذا كانت هذه الحرب ستتوقف ذات يوم قريب أو بعيد، فكيف سيعيش الشعبان المتجاوران انسياقًا لحكم الجغرافيا؟!.. إن الجغرافيا كثيرًا ما تكون قاسية فى الحكم على شعوب بالعيش تحت سقف واحد!