عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

 

 

 

لم يهتم صاحب حديث الإفك الذى شكك فى الإسراء والمعراج بالانتفاضة التى اندلعت والغضب الذى اجتاح المصريين بسبب كذبه وبهتانه وافتراءاته.. لم يهتم بغضب الأزهر والأوقاف ورجال السياسة والفكر والثقافة.. لم يعبأ بغضب البسطاء الذين تألموا من محاولاته المستمرة للتشكيك فى الدين وثوابته.

فقط انتبه صاحب حديث الإفك عندما هاجمه بقوة الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف.. هنا فقط انتبه ووقف مكانه وأيقن أن هذا ليس موقف الوزير وأنه لا يمثل نفسه.. لكنه عضو فى مجلس الوزراء وما يقوله لا يجب تجاهله.. وما دفع صاحب حديث الإفك والبهتان إلى الصمت والبحث عن وسيلة للتراجع هو ما قاله الوزير من عبارات قوية لم يجرؤ أحد أن يوجهها له منذ أن بدأ مشروعه فى الهجوم على الدين وثوابته.. فقد قال الوزير مع الإعلامى أحمد موسى على الهواء مباشرة: إن من يتحدث فى الشأن العام وهو لا يدرك ما يقول يشكل خطراً على الأمن القومى، وإن من يتحدث عن موضوعات وقضايا هامة مثل الإسراء والمعراج وتحويل القبلة وفرضية الصوم والزكاة وهو لا يدرك يشكل خطراً على الأمن القومى، وقال الوزير أيضاً: إن الخطاب الدينى ليس مباحاً لمن يعلم ومن لا يعلم.

هنا - وهنا فقط - انتبه صاحب حديث الإفك واستوعب الرسالة.. واستوعب الدرس.. وأخذ يبحث عن طريقة يتراجع بها خوفاً من الرسالة القوية التى ربما تنذر بشىء ما.

ولأنه تراجع كرهاً - لا طوعاً - فقد حمل تراجعه العديد من المغالطات، أولاها أنه قال - لا فض فوه - إنه تعرض لأكبر محاكمة تفتيش فى التاريخ مكونة من ملايين البشر يشن فيها الجميع حرباً شنعاء ومسعورة على تصريحات لم يقلها بالأساس، يفتشون خلالها عن أفكاره داخل عقله.

هذا ما قاله صاحب حديث الإفك فيما أسماه البعض تراجعاً.. ولكى نكشف مغالطاته، علينا أولاً أن نستعرض نص تصريحاته، حيث قال حرفياً: إيه رأيك مفيش معراج.. هتصدق إنه مفيش معراج.. وقصة أنه طلع السما وشاف الناس اللى بتصلى والناس اللى فى النار.. كل دى قصة وهمية كاملة.

هذا ما قاله الكذاب الأشر على الملأ.. عبارات قالها حرفياً ومسجلة ولا يستطيع إنكارها.. حديث لا يحتاج إلى محاكم تفتيش ولا رجال دين يفتشون عن الأفكار داخل العقل.. الكلام واضح وصريح ليس فيه أى تأويل ولا يحتاج لأى تفسير ولا يتطلب الدخول إلى العقل لاستجلاء حقيقة ما قال، لأنه قال صراحة وبكل وضوح ولم يكن هناك أى مجال لأى تصرف.. حتى قلة أدبه مع النبى محمد كانت واضحة وجلية.

هذه واحدة.. أما الثانية فنحن يا هذا فى مصر بلد الوسطية والاعتدال.. لم نعرف يوماً محاكم التفتيش.. فهذه المحاكم كانت فى العصور الوسطى، وكان الهدف منها اكتشاف المخالفين للكنيسة ومعاقبتهم لمواجهة الانحراف عن العقائد المسيحية.. وكان المكلف بها هم رجال الدين فى مختلف المحافظات والأمصار.. وكانت المحاكمات تتم بالشبهة والوشاية.

أما فى مصر فلا يوجد عندنا رجال دين، ولكن هناك علماء دين أجلاء يتصدون بالفكر والموعظة الحسنة لكل كذاب أشر يحاول أن يشكك الناس فى ثوابت دينهم وعقيدتهم.. فى مصر لا يوجد من يفتش فى نفوس وعقول الناس، وليس هناك عقاب بالشبهة والوشاية.. والدليل هو حالتك أنت.. كل ما حدث هو قيام البعض بتقديم بلاغات إلى النائب العام للتحقيق معك.. وأعتقد أن هذا حق المجتمع لأنك لست فوق الحساب.. ولم تكن يوماً - ولن تكون - دولة داخل دولة.

إن مصر يا هذا.. ستظل دولة الوسطية والاعتدال.. وستظل منارة العلم بأزهرها وعلمائها.. وستظل دولة العلم والإيمان كما سماها الرئيس الراحل أنور السادات.