رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

الحرب الخفية بين أمريكا والصين لم تقتصر على الأسلحة وحاملات الطائرات وغزو الفضاء.. ولكنهما يتصارعان الآن حتى على ثمن تذكرة السينما!

فإذا أردت أن تكون كبيرًا فاصنع كل شيء صغير.. والصين اعتمدت على سياسة التوغل ببضاعتها الصغيرة قبل الكبيرة، ونفذت بها إلى العالم من كل خرم إبرة.. إلى أن صار كل بيت فى كل الدنيا، لا يخلو من شيء صنع فى الصين، فهى لم تترك دولارًا واحدًا، فى جيب أفقر شخص فى أصغر قرية على حافة الأرض، دون أن تزاحم أمريكا ليكون لها نصيب فيه.. وكأنها تتعمد أن تنغص على الأمريكان حياتهم!

وليس هناك أفضل من صناعة السينما فى هوليوود التى تباهى بها أمريكا العالم، لتنافسها الصين فيها، وتكسب وتقتسم معها أرباحًا بمليارات الدولارات سنويًا.. ووفقا لبيانات شركة «Comscore» كومسكور الأمريكية ونقلتها مجلة «فارايتي»، وكذلك شركة متعقب شباك التذاكر Artisan Gatewa.. بلغت إيرادات السينما فى العالم عام 2021 نحو ٢٢ مليار دولار، كان نصيب السينما الصينية منها ٧٫٣ مليار تقريبًا، فى حين وصلت إيرادات أمريكا خمسة مليارات، وبذلك تتفوق عليها الصين.. وكان نصيب السينما المصرية أول عن آخر.. 35 مليون دولار، مع أنها من أقدم الدول التى دخلتها السينما قبل أمريكا والصين!

ولأن السينما فلوس وسياسة فى نفس الوقت، فإن الصين فى 2021 انتجت فيلم «Battle at Lake Chongjin» بقيمة 200 مليون دولار، وعرض فى أكتوبر من العام الماضى وحقق أكثر من ٩٠٠ مليون دولار، والفيلم عن الهزيمة الأمريكية أمام الجنود الصينيين فى معركة تشوسين عام 1950.

ولذلك لا تقل صناعة السينما أهمية لدى الصينيين عن صناعة السلاح والسيارات وسجادة الصلاة.. وحتى الشبشب أبو وردة.. وإذا كنا لا نرى من مشكلات السينما المصرية سوى فساتين الممثلات على السجادة الحمراء، فالمشكلة فى نفوسنا وليست فى السينما!

السينما المصرية تحصل على فتات الإيرادات فى العالم العربى، بما لا يليق بمكانتها وتاريخها، ففى الوقت الذى تواصل دور العرض فى الإمارات تحقيق إيرادات تزيد على 400 مليون دولا سنويًا.. فإن السينما السعودية تواصل نموها المتسارع بإيرادات بلغ إجمالها 238 مليون دولار فى عام 2021، مقارنة بإجمالى إيرادات بلغت 122 مليون دولار عام 2020، بينما السينما المصرية لم تحقق أكثر من 35 مليون دولار!

فما هو المطلوب؟.. هل المطلوب أن تتدخل الدولة فى الإنتاج كما حدث فى الستينات؟.. أعتقد أنه ليس مطلوبًا على الاطلاق هذا التدخل بصورة مباشرة، ولكن كل ما تحتاجه صناعة السينما من الدولة هو تهيئة البيئة المناسبة لإقامة صناعة كبرى من خلال إصدار وتغيير عدد من القوانين واللوائح والقرارات المنظمة للصناعة، التى يعرفها صناع السينما من الفنانين وأصحاب استوديوهات ودور العرض والمنتجين والموزعين.. وهؤلاء أدرى باحتياجاتهم والمشكلات التى يواجهونها، وهم أولى بالجلوس معهم ومناقشتهم ووضع الحلول المناسبة لمشكلاتها.. ولا شك الكلام مازال كثيرًا عن السينما المصرية.. التى تحتاج حقيقة إلى صناعة فيلمًا، لو كنا صادقين، للنهوض بها مرة أخرى!

[email protected]