رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

البيان المشترك الذى صدر أول الأسبوع عن واشنطون، وباريس، ولندن، وبرلين، وروما، يبين لك ماذا بالضبط يهم صانع القرار فى هذه العواصم الخمس، إذا ما اتصل الأمر بما يجرى فى ليبيا، وماذا لا يهمه ولا يشغله فيها؟!.. البيان يقول إن كل الأطراف السياسية الفاعلة فى الأراضى الليبية مدعوة إلى مراعاة عدم المس بأداء المؤسسة الوطنية للنفط!

لم يتطرق البيان إلى شيء يخص الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التى كان من المقرر لها أن تنعقد فى ليبيا ٢٤ ديسمبر الماضى، ثم تأجلت إلى ٢٤ يناير، ثم إلى أجل غير مسمى.. فهذا كله لا يهم العواصم الخمس فى شيء، ولكن يهمها طبعًا النفط فى ليبيا وضمان تدفقه باستمرار!

ولم يتطرق البيان إلى أن ليبيا مرشحة لأن تتنازعها حكومتان واحدة فى الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذى يرى أنه رئيس الحكومة التى عليها أن تدعو إلى الانتخابات، وأن هذه الانتخابات يجب أن تكون فى يونيو المقبل، وأنه هو لا سواه رئيس الحكومة إلى هذا التاريخ!

وفى المقابل هناك فتحى باشاغا، وزير الداخلية فى حكومة فايز السراج السابقة، والحاصل على تكليف من البرلمان فى شرق البلاد بتشكيل حكومة جديدة!

إن الدبيبة يتصرف بثقة وقوة، ومن علامات هذه الثقة أنه حضر قمة الدول المصدرة للغاز فى الدوحة، والتقى هناك الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون.. وقد انطلقت التحليلات السياسية بعد هذا اللقاء، وقيل من بين ما قيل إن معناه أن الجزائر الواقعة إلى غرب ليبيا تؤيد حكومة الدبيبة التى تحكم الغرب إلى هذه اللحظة!

ولكن باشاغا منخرط فى الوقت نفسه فى تشكيل حكومته، ويقول إنه سيقدمها إلى البرلمان خلال أيام قليلة، وإن اعتماد البرلمان لها يعنى أنها ستكون الحكومة الشرعية فى الشرق وفى الغرب معًا!.. فهل سيحدث هذا على الأرض بالفعل؟!.. هذا هو السؤال!

هذا كله على بعضه لا يبدو أنه يهم العواصم الخمس فى شيء، ولكن يهمها ألا يتأثر عمل المؤسسة الوطنية للنفط بأى مقدار.. فإذا شاء الليبيون أن يختلفوا فلا بأس ولا مشكلة، ولكن بشرط أن يبتعدوا بخلافاتهم عن النفط وعن مؤسسته.. وما عدا النفط فى الموضوع فلا شيء يهم، على رأى الراحل الكبير إحسان عبد القدوس فى روايته الشهيرة!