رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال يا عرب أطفال

 

 

أطفال فلسطين يكبرون، وهم يشعرون بأن قدرهم هو الدخول فى صراع مع غرباء يحتلون بلادهم. حصلوا على ألقاب لم يحصل عليها أطفال العالم؛ فهم أطفال الانتفاضة، وهم أطفال الحجارة، وهم أول من دخل نادى الشقاء العربى.

أطفال فلسطين لديهم تجربة حياة مختلفة تماماً عن سائر أطفال العالم، فهم يصنعون تاريخ وطنهم بمقاومة المحتل، ويتعلمون كيف يعيشون الحياة التى تسرق منهم تفاصيلها، ويحملون قضية تخلى عنها الكثيرون، ويدفعون حياتهم ثمناً لها إذا لزم الأمر.

وبين شهداء وجرحى ومعتقلين، يعيش أطفال فلسطين طفولة قاسية تختلف عن سائر أطفال العالم، وتفوق قسوة تلك التى يعيشها بعض الأطفال فى دول أخرى، من عمالة قسرية تقتل براءة طفولتهم.

وتشير إحصاءات رسمية فلسطينية إلى أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ عام 2017 حتى نهاية عام 2019، يربو على خمسين ألف طفل فلسطينى، وأن عدد الأطفال الفلسطينيين رهن الاعتقال فى سجون الاحتلال فى الوقت الحالى نحو 200 طفل وطفلة، يقبعون فى معتقلات «عوفر» و«مجدو» و«الدامون» الإسرائيلية.

كما تشير إحصاءات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إلى أنه فى كل عام يتم اعتقال ومحاكمة ما بين 500 إلى 700 طفل فلسطينى تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً فى المحاكم العسكرية الإسرائيلية. ومن جانبها وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الطفل استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف طفل فلسطينى منذ بداية انتفاضة الأقصى التى انطلقت عام 2000 حتى الآن، بعد تعرضهم للاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بشهداء فلسطين من الأطفال فى الآونة الأخيرة، فقد وثقت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» مع وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 27 طفلاً فلسطينياً منذ بداية عام 2019، بينهم 23 طفلاً فى قطاع غزة، خاصة من المشاركين فى مسيرات العودة وكسر الحصار شرق القطاع. ومنذ بداية مسيرة العودة، قتلت قوات الاحتلال 46 طفلاً وأصابت 3691 آخرين، خلال مسيرات العودة فى قطاع غزة، منهم عائلات بأكملها، مثل عائلة «السواركة» بعد قصف منزلهم فى دير البلح وسط القطاع. ناهيك عن السجون الإسرائيلية التى تعج بآلاف الأطفال الفلسطينيين، الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال لأسباب واهية تخالف القوانين الدولية،

وما زال الطفل الفلسطينى يعانى من ممارسات الإرهاب الإسرائيلى منذ أكثر من تسعة وخمسين عاماً، عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء، لكنه استطاع أن يصبح رقماً صعباً فى معادلة الصراع مع المشروع الصهيونى، بعد أن فجر بسواعده التى لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشرية، فى وجه قوة محتلة. هذا الطفل الذى عاش وولد فى الخيام، ولم يتعود على الشبع، وتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة، وشاهد منزله الصغير تهدمه جرافات الاحتلال، وحرمه منع التجوال من الوصول إلى مدرسته، وسلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه، هذا الطفل ما زال يملك الكثير من طفولته رغم كل هذا الحزن والألم، ما زال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر أطفال العالم. فهل حرك العرب ساكناً ضد ما يحدث بحقهم. أم مازلنا نتغنى: أمجاد يا عرب أمجاد؟