رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

«يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى» صدق الله العظيم..

اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.. مع «كورونا» اللعينة فقدنا أعز الرجال وأغلى النساء والأطفال.. ومع بداية 2022 زادت عجلة الموت بسرعة فائقة وأصبحت تنتقي وكأن الموت حقًا يعجل بخيارنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

فقدنا خلال الأيام القليلة الماضية شخصيات مرموقة أنعى منهم ثلاثة رجال مصريين حتى النخاع، يشعرون بحاجة كل انسان يعرفونه، قدموا لمصر خدمات جليلة وكانوا عباقرة كل فى تخصصه كانوا يشعرون أن تنمية الانسان المصرى هى مسئوليتهم الشخصية، وأن التعامل الانسانى مع الجميع هو أولى خطوات التقدم.. وشرفت بمعرفتهم والعمل معهم كصحفية أحيانا وتلميذة دائمًا.

أذكر الفريق زاهر عبدالرحمن قائد الدفاع الجوى من أبطال حرب اكتوبر ومحافظ البحر الأحمر ومطروح سابقًا.. شخصية عسكرية هادئة إلى أبعد الحدود، حاسمة بلا انقطاع، لديها قدرة على التغيير للأفضل تلقائيًا بلا تفكير أو تردد كان عسكريًا بارعًا وسياسيًا نابغًا ولديه رؤية ثاقبة للاستخدام الأفضل للأراضى والتنمية والحفاظ على كل الموارد ولديه قبول سريع وثابت لمن يعرفونه.. إنجازاته موجودة وستشهد له يوم الحساب لأنه كان يعمل لله والوطن بحق.. عليه رحمة الله.

أما العالم الجليل د. شريف عمر أستاذ جراحة الأورام العالمى بلا ضجة ولا زفة إعلامية ولا اقتراب ممن يمنحون الجوائز ويقدمون التلميع الاعلامى والتسويق العلمى والسياسى.. إنه طبيب الشعب وخادم المرضى ومؤسسى الكيانات العلمية والعلاجية الباقية والمستمرة فى عطائها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها عندما أرسلنى أستاذنا القدير جلال الدين الحمامصى لمعهد الأورام وأنا طالبة بالسنة الأولى بإعلام القاهرة لعمل حوار مع الراحل العملاق د. إسماعيل السباعى جراح الأورام تعرفت على كوكبة من أساتذة معهد الأورام تبهر العالم كله، من بينهم كان د. شريف عمر والذى حكى لى د. أحمد لطفى أبوالنصر عميد المعهد «أن د. شريف عاد من فرنسا لتأدية الخدمة العسكرية وهو ينهى إجراءات حصوله على الدكتوراه» اتعلموا الوطنية الجادة وأكدنا له وقتها أن الحصول على دكتوراه فى الأورام عمل وطنى كالخدمة العسكرية تمامًا.. إنه الالتزام المطلق تجاه العمل والمرضى سمة د. شريف.. وكنا بنضحك معا سيادته والسيدة الجليلة حرمه عندما أعرف أنهما خلال 10 أيام سافرا معا إلى الإسكندرية لقضائها كشهر عسل فقط.. ولكنه بعد ثلاثة أيام قال لها وهو يسرح بنظرة إلى البحر «ايه رأيك نسافر القاهرة أصلهم وحشونى» فقالت له والدتك وأختك؟ قال لها لا.. مرضانا بالقصر العينى ومعهد الأورام انهم يحتاجون لمتابعة دائمة واليوم الواحد قد يعرقل الشفاء» فضحكت وعادا بعد أسبوع عسل فقط احتراما لمرضاه واقتناعا من الزوجة المحترمة لصدق مشاعره لمرضاه.. إنها سيدة بالدنيا وما عليها والتى اعتبرت هذه التجربة قاعدة تحترم لعلاقة د. شريف بمرضاه حتى وفاته.

عشت مع تجربة تحويل سوق مواشى بفاقوس لمركز أورام متقدم فى قلب محافظة الشرقية التى كانت تفتقر لمياه صالحة للشرب! وكيف كان يأتى يوم 20 من الشهر ولا يوجد مرتبات للعاملين بالمعهد، بالرغم من تقديم أفضل العلاجات للمرضى وفجأة أجده يكاد يبكى شكرًا لله تعالى لأن أحد أقاربه سيرسل له غدًا 50 ألف دولار حصيلة زكاة عدد كبير من المصريين لمركز الأورام بفاقوس، ويؤكد ونحن بالبرلمان أنه سيسافر عقب انتهاء الجلسة لينظم انفاق المبلغ وينام ساعات بالشرقية ويعود صباحًا مرتاح البال والضمير.

إن د. شريف عمر بنى مؤسسة بالقاهرة ومركزا لسرطان الثدى ويحتاج لكتب تؤرخ وتسجل عطاءه وما تعرض له سياسيًا وإعلاميًا وكان دافعًا لنجاحه. عزائى لأسرته السيدة فاطمة الملاح وأ. د. عمر شريف عمر ود. دينا وزوجها د. وائل لطفى ودعواتى لهم باستكمال ما بدأه ليحيا عمره الثانى بالإنجازات.

أما أبونا يوحنا قلتة نائب رئيس البطريركية الكاثوليكية فنتحدث عنه الأسبوع القادم.