هيرميس

عرض بنك أبوظبى للاستحواذ على نسبة أغلبية لا تقل عن 51% من أسهم هيرميس لم يكن الأول ولن يكون الأخير... فالشركة التى ولدت فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى تحت اسم المجموعة المالية المصرية، وتم تعديل اسمها إلى المجموعة المالية هيرمس القابضة، بدأت عملاقًا فى أسواق المال تحت إدارة محترف يقودها وقتها الدكتور محمد تيمور.

بمرور الأعوام أصبحت الشركة ماردًا تقدم خدمات متنوعة فى أكثر من 13 دولة فى مختلف أنحاء العالم، ليس ذلك فقط، بل خرجت من رحمها كيانات تتجه نحو العالمية، ولعل ڤاليو منصة تكنولوجيا الخدمات المالية الرائدة للشراء الآن والدفع لاحقًا خير دليل على ذلك.

إدارة الشركة لمليارات من الأموال للصناديق القطاع الخاص، والجهات الحكومية منذ زمن بعيد، وقوتها فى السوق المحلية والإقليمية والعالمية، جعلها «مطمعًأ» للمؤسسات الكبرى، بمنطق من يفوز بـ«هيرميس» سوف يجنى كل المكاسب، وكان أول هذه المطامع مجموعة «كيو إنفست» القطرية فى نهاية عام 2012، ولاقت الصفقة وقتها رفضًا كبيرًا على المستوى الشعبى، كون «هيرميس» «كنزًا» وطنيًا.

الصفقة التى كانت تعتزم «كيو إنفست» الاستحواذ على 60% من هيرميس مقابل 250 مليون دولار تمثل ملكية كامل حصصها المباشرة وغير المباشرة، فى قطاعات الوساطة فى الأوراق المالية، والبحوث وإدارة الأصول، وخدمات بنوك الاستثمار، والاستثمار فى قطاع البنية الأساسية أثير حولها لغطًا شديدًا، ودخلت شركة «بلانيت آى بي» مع «كيو إنفست» وأثارت حالة من البلبلة، وحينها راحت تروج «بلانيت» أن عدم اختيار «هيرميس» صفقة كيو إنفست القطرية سيكون عليها دفع غرامة مالية لـ«كيو إنفست»، وبعد كل هذه الزوبعة انتهت الصفقة بالفشل.

لم يمض عامان وبالتحديد عام 2014 كان عرض نجيب ساويرس مع شركة بلتون للاستحواذ على 20% منها، مقابل 16 جنيهًا، وبعد أيضاً حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض، وانتهت الصفقة أيضاً بالفشل.

لا يختلف اثنان على أن عرض بنك «أبوظبي» متدن للغاية ولا يتناسب مع قيمة وكيان المجموعة المالية هيرميس، ولا قيمتها العادلة، وبالتالى فإنه فى حال الإصرار على هذا السعر لم تستكمل الصفقة.

< ياسادة...="" المجموعة="" المالية="" هيرميس="" لا="" تمثل="" كيانًا="" للقطاع="" الخاص="" فقط="" بل="" للدولة="">