رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

السجال الدائر حالياً بين الممثل محمد صبحى والمستشار بالديوان الملكى السعودى ورئيس هيئة الترفيه تركى آل الشيخ يجب أن يكون فى نطاقه وحدوده الضيقة ولا يتعدى الاثنين، وما حدث من تراشق بين من تدخلوا من هنا وهناك يجب أن يتوقف فوراً، فالأمر لا يعدو كونه تصريحا من «صبحى» ورد من «آل الشيخ» يطالب فيه بالتوضيح والتفسير «إن كان الكلام صحيحا».. -وهذا حقه-.. أما حالة التحفز التى ظهرت سواء من هنا أو هناك فإنها غريبة علينا.. لأننا شعب واحد وأمة واحدة.. مصر والمملكة تمثلان العمود الفقرى للأمة العربية والقوة الحاكمة فى المنطقة.. وما بين مصر والمملكة قيادة وشعباً علاقات راسخة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ولا ينبغى أن تشوبها شائبة لأى سبب كان.

وهناك أحداث ومواقف وشخصيات يجب أن نذكرها الآن لنستلهم منها ضرورة التصرف بحكمة فى المواقف العابرة حتى تظل فى نطاقها الضيق.. أذكر مثلاً آخر زيارة للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة.. تلك الزيارة التاريخية التى ما زلنا نذكرها بكل حب وفخر.. فى هذه الزيارة استقبل جلالة الملك المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، وقد علمت من مصادر فى مجلس الوزراء الذى قضيت فيه 17 عاماً محرراً لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد، أن الملك تحدث فى هذا اللقاء عن ذكرياته فى القاهرة والأيام الجميلة التى قضاها فى شبابه وتحدث عنها كأنها كانت بالأمس القريب.

وهناك نماذج فريدة سواء فى مصر أو المملكة ضربت أروع المثل فى حب وعشق وطنها الثانى.. وأذكر فى مقدمة هؤلاء الوزير أحمد قطان المستشار بالديوان الملكى السعودى والسفير السعودى السابق بالقاهرة.. كان قطان -وما زال- عاشقاً لمصر وطنه الثانى.. حصل على البكالوريوس من جامعة القاهرة عام 78 فى الاقتصاد وإدارة الأعمال، وشغل منصب سفير خادم الحرمين فى مصر، وكان أول دبلوماسى سعودى يجمع بين منصب سفير خادم الحرمين فى مصر والمندوب الدائم للمملكة فى جامعة الدول العربية، وكان يجمع رؤساء تحرير الصحف وأبرز الكُتاب والمثقفين فى صالون ثقافى يعقد مرة كل شهر، وكان ملتقى للفكر والثقافة على أرض الكنانة.

كان قطان متيماً بمصر التى قضى فيها فترة طويلة من حياته طالباً، ثم سفيراً، وأذكر أنه عمل دبلوماسيا فى السفارة السعودية بواشنطن قبل توليه منصب سفير خادم الحرمين فى مصر.. والتقى فى واشنطن مع السيدة جيهان السادات رحمة الله عليها فى إحدى زياراتها لأمريكا، ورافق القطان جيهان السادات فى تلك الزيارة، وأعربت فى نهاية رحلتها عن دهشتها من أن السفير قطان ليس مصريا، وقالت: أنا مش مصدقة أنك سعودى.. أنت مصرى مائة فى المائة.

وقالوا عن قطان إنه سفير مصر فى المملكة وليس سفير المملكة فى مصر، وأذكر أن الرجل غادر مصر حزيناً فى أعقاب الثورة عندما قرر جلالة الملك عبدالله استدعاءه لظروف حدثت وقتها، وعندما توجه الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد فى ذلك الوقت على رأس وفد من الدبلوماسية الشعبية إلى المملكة لاحتواء الأزمة، قال لجلالة الملك: لى رجاء وطلب وأرجو أن تحققه لى قبل أن أغادر؟.. فسأله الملك: ما هو هذا الطلب؟.. فقال له: أن يعود معى السفير أحمد قطان.. واستجاب الملك لرئيس الوفد، وعاد قطان إلى مصر مع الدكتور السيد البدوى، وكان قطان سعيداً بعودته إلى بلده الثانى.

هكذا كان الوزير أحمد قطان الذى تدرج فى المناصب بعد أن غادر القاهرة ليصبح مستشاراً بالديوان الملكى بدرجة وزير، وهى ثقة غالية من جلالة الملك، دعمتها خبرة طويلة اكتسبها من خلال عمله فى القاهرة، دفعت به إلى أرفع المناصب.

هكذا تكون النماذج التى يجب أن نستلهم منها المواقف فى مثل هذه الأزمات العابرة.