عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

على مدار حياتى المهنية التى تجاوزت 35 عاما لم أكتب فى الشأن الكروى غير مرتين أو ثلاثا، وإذا كان لكل قاعدة استثناء، فهذا استثناء فى الكتابة مقبول. هذان السطران ضروريان لكى لا يحمل أحد ما بعدهما من سطور معانى أكثر من اللازم، فهى خواطر أو فضفضة مع القارئ فرضت نفسها من واقع الأهمية التى احتلتها مباراة مصر الأخيرة مع السنغال.

فعلى وقع الحالة الاحتفالية فى الشارع التى لا بد لحظها كل مصرى قبل المباراة، وفكرت بسببها التخلى عن طبيعتى وشراء علم مصر للتلويح به حال الفوز، قررت أن أشاهد المباراة لأكون ضمن مائة مليون مواطن ربما يتابعونها. وصلت لموقع المشاهدة متأخرا دقائق فكان المشهد كما يقول المثل «أول القصيدة كفر»، حيث كانت ضربة الجزاء على المنتخب المصري. حبست أنفاسى كما الكثير ودعوت الله فى سرى أن يخيب تصويب السنغال، وهو ما كان فتنفست الصعداء.

غير أن باقى الشوط الأول بدا لى مخيبا للآمال، من واقع تقييمى كمشاهد لا يفقه شيئا فى الكرة. لا أدرى لماذا أعاد لى سير هذا الشوط حالتى فى مرحلة الصبا أيام كنت ألعب الكرة الشراب، وأنا للأسف لا أمتلك أى مهارة فى لعبها، فى دورى أبناء الحى، ولم يكن همى وقتها سوى التخلص من الكرة بأى شكل من الأشكال حتى لو كانت النتيجة وصولها إلى الخصم وتسجيله هدفا فى مرمانا.. قلة مهارة!

صعب على كثيرا مشهد منتخبنا القومى، وتذكرت الحرب على المدرب كيروش، وتذكرت أنه رغم ذلك صعد بنا إلى النهائى.. رحت أسأل نفسى: فهل المشكلة فيه أم فينا.. لاعبينا! صعب على أكثر اللاعب الدولى محمد صلاح الذى تصورت أننا خذلناه بإظهاره غير قادر على إنقاذ فريقه من لعب بدا غير متكافئ.

مع الشوط الثانى بدأت استرد بعض الثقة فى نفسى وفى أداء فريقنا، مع التغييرات الثلاثة التى تمت فى صفوف المنتخب، تغير الأداء نسبيا وبدا أن المواجهة تتخذ شكل الندية أو أقرب إلى الندية لأنها لم تكن كذلك بالضبط!! لم يكن من هم لى فى تلك اللحظة سوى طلب الدعاء من كل من كان معى لكى ينصر الله المنتخب، مجيدا فى أدائه أم غير مجيد.

حاولت أن أضع أعصابى فى ثلاجة وأدركت فائدة قرارى منذ زمن غير قصير بعدم متابعة مباريات كرة القدم. رحت أسأل نفسى إذا كان وضعى كذلك، فما بال اللاعبين أنفسهم.. كثر خيرهم إذًا!.. لا أكذب إذا قلت إننى كنت أعد الدقائق لكى تنتهى المباراة على خير بالتعادل السلبى على أقصى تقدير وليكن بعدها ما بعدها. بدأت أشعر بحالة من النقمة على لاعبى السنغال، انتابنى شعور طفولى عندما زادت حجم الإنذارات للاعبيهم بأن يتخذ الحكم قرارا بطرد واحد منهم على الأقل لكى تنكسر شوكتهم!

مع سير المباراة زاد علمى بكيفية نشأة الأسطورة، على وقع ما قام به حارس مرمى المنتخب جابسكى – كانت تلك المرة الأولى التى أسمع باسمه- والذى يدخل فى نطاق المعجزات، كنت أنتظر كل كادر يظهر فيه لكى أمتع نظرى برؤية بطل قومي! ولذلك، وعلى وقع سير المباريات السابقة للمنتخب والتى انتهت ثلاث منها بوقت إضافى وضربات جزاء، تمنيت النهاية ذاتها. كان عندى يقين – لا يرقى إليه الشك ولعله من هنا عظمة ديكارت فى دعوته إلى الشك – بأن ضربات الجزاء، ثقة فى جابسكى، ملعبنا الذى سنمسح بكرامة السنغاليين فيه الأرض! غير أن نهاية المباراة حطمت يقينى وثبت لى أنه ليس هناك يقين سوى وجود الله سبحانى وتعالي.

أعترف بأننى لُمت نفسى رغم أننى كنت ألتمس العذر لها. دار فى بالى خاطر أن الله عادل ومن العدلى الإلهى أن ينتصر الأفضل حتى لو فى كرة القدم.. وأن منطق الأشياء أن لكل مجتهد نصيبا، رغم أن الكرة فى بعض الأحيان والضربات الترجيحية بصفة خاصة ضربة حظ. شعرت بلوم نفسى فحاولت طرد هذه الأحاسيس من خاطرى بعد تسجيلها هنا!

[email protected]