كلمة عدل
تحدثنا أمس عن الجهود الرائعة التى تقوم بها وزارة الداخلية من أجل ضبط حركة الشارع وخاصة فيما يتعلق بتفعيل قانون المرور الجديد ولائحته التنفيذية. وتؤكد أن المشهد العام للدولة الجديدة يحتاج إلى القضاء على كل الظواهر السلبية التى تنشر منذ عقود زمنية مضت، وقلنا من هذه الظواهر قضية الفوضى والازدحام بالشوارع.. ولابد أن يتم تطبيق القواعد المنظمة للمرور، ولا يجوز بأى حال من الأحوال أن نرى سيارات متهالكة فى الشوارع وتكون سبباً رئيسياً فى تعطيل حركة المرور لأنها تفتقد إلى الأمن والمتانة، بل من الظواهر السلبية أن نجد سيارات تسير فى الشوارع من موديلات قديمة جداً تصل إلى منتصف القرن الماضى، فلا نجد مثلاً فى هذه السيارات ما يؤهلها للسير على الطرق، وليست بها أنوار أو إشارات، ورغم ذلك نجدها تسير بالطرق السريعة، والنتائج بالطبع تكون كارثية وخطيرة بشكل يدعو إلى الحسرة والألم وتقع الحوادث التى يكون ضحيتها الكثير من أرواح المواطنين بخلاف الإصابات.
الأمر يحتاج بالفعل إلى شروط صارمة جداً للحفاظ على صحة وأرواح المواطنين.. وبالنظر فى كل الدول العربية لا نجد أبداً مثل هذه السيارات المتهالكة، وكما قلنا أمس كيف تم السماح باستخراج رخصة تسيير لمثل هذه السيارات المتهالكة، وكذلك الحال نجد سائقين متهورين لا يعرفون قواعد المرور، ولا علم لهم بالخط المتقطع أو المتصل، لأنهم حصلوا على رخص قيادة فى غيبة فى القانون، أو حصلوا عليها بطرق غير مشروعة، وطبقاً النتائج كارثية عندما يقود هؤلاء السيارات وتزداد حوادث الطرق بشكل بشع.
من الأمور الكارثية أيضاً أننا نرى صبية صغاراً يقودون الميكروباصات ولا يتم تفعيل القانون بشأنهم، وهذه الظاهرة تعد من المصائب الكبرى حيث تحدث حوادث كثيرة، وتصطدم الميكروباصات بالسيارات المارة إلى جوارها. ناهيك أن هذه الميكروباصات تسير عكس الاتجاه فى شوارع مهمة، مما يتسبب فى تعطيل المرور والازدحام الشديد، وتعطيل مصالح الناس.
من الظواهر السلبية أيضاً فى الشارع عدم توحيد ألوان السيارات فيما يتعلق بالأجرة أوالتاكسى، وكذلك الميكروباص، لماذا لا يتم طلاؤها بلون محدد يميزها عن باقى السيارات الأخرى الملاكى، فمثلاً لماذا يكون لون الميكروباص أبيض، وهكذا يتم توحيد ألوان السيارات التاكسى والأجرة، وكذلك الحال لا بد من توفير ساحات انتظار لهذه الميكروباصات، بدلاً من الوقوف العشوائى فى الميادين والشوارع، ما يتسبب فى تعطيل حركة المرور.. وقد يتصور البعض أن هذه مظاهر شكلية، وهذا التصور خاطئ مائة فى المائة، فهذا المظهر لا بد أن يكون حضارياً ويواكب النهضة الشاملة فى الجمهورية الجديدة، التى تحقق فيها الكثير من الإنجازات والإعجازات الضخمة، وبالتالى فإن المظهر بات ضرورة ملحة تتواكب مع هذه الإنجازات العظيمة.
وبذلك لا يكون هذا الشكل الشائع يتناسب مع كل التطور والتجديد والتنمية على الأرض.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد