عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

بدت دورة الألعاب الأوليمبية الصينية التى انطلقت فى العاصمة بكين هذا الأسبوع، وكأنها طوق نجاة كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، يبحث عنه فى مواجهة عواصم الغرب التى تحاصره على ملعب أوكرانيا الملاصقة لبلاده من جهة الغرب!

وكان الرئيس بوتين قد بادر بالذهاب إلى الصين، ليس لحضور انطلاق الأوليمبياد كما قد يبدو الأمر عند أول وهلة، ولكن ليجتمع مع الرئيس الصينى شى جينبينج فى الأساس، وقد جاء لقاؤهما وكأنه إعلان عن إنشاء حلف سياسى تجلس الدولتان على قمته فى مقابل حلف شمال الأطلنطى الذى يضم واشنطن مع غيرها من عواصم الغرب فى المقابل!

ومما قاله الرئيسان بعد اجتماعهما، أنهما يدعوان إلى بدء حقبة جديدة فى العلاقات الدولية، وأنهما يؤسسان لوضع حد للهيمنة الأمريكية فى العالم!.. وهذا شيء لو حدث على الأرض فسوف يكون بالتأكيد لصالح عواصم كثيرة فى العالم، لا تزال تعانى من هذه الهيمنة الأمريكية التى يتحدث عنها الرئيسان شى وبوتين، ويدعوان إلى وضع حد لها!

ولكن حدوث هذا الشيء لا يرتبط طبعًا بمجرد رغبة موسكو وبكين فى حدوثه، ولا بمجرد دعوتهما المعلنة إلى أن يحدث، ولا بالطبع بمجرد لقائهما فى العاصمة الصينية، حتى ولو تكرر هذا اللقاء عشرات المرات.. وإنما يرتبط فى أساسه بحقائق القوة بين الطرفين على الأرض، وبالذت حقائق القوة الاقتصادية بينهما ومعها القوة العسكرية بطبيعة الحال!

قد يرغب الرئيسان الروسى والصينى فى خلق نوع من النفوذ السياسى وغير السياسى الموازى للقوة الأمريكية، كما كان الوضع فى العالم أيام الاتحاد السوفييتى السابق، الذى اختفى وانقسم إلى ١٥ دولة بعد انهياره فى ديسمبر من عام ١٩٩١!

غير أن المقارنة بين الطرفين على مستوى القوة العسكرية، تكشف عن مدى المسافة عسكريًا بين روسيا والصين من ناحية، وبين الولايات المتحدة من ناحية ثانية.. أن ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية فى هذه السنة، وفى كل سنة قبلها، تقول إن ما تنفقه واشنطن على جيشها يتفوق، ليس فقط على ما تنفقه الدولتان معًا، ولكنه يتفوق على ما تنفقه بقية عواصم العالم مجتمعة على جيوشها!

ولذلك.. فالدعوة إلى حقبة جديدة فى العلاقات الدولية، أو إلى وضع حد للهيمنة الأمريكية، هى دعوة نظرية ما دام هذا هو واقع الحال!