رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شن إسلام بحيرى هجومًا على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وذلك فى مداخلة مع الإعلامى عمرو أديب فى برنامجه الحكاية، وكانت الحلقة تناقش مشروع قانون بتغليظ عقوبة ضرب الزوج لزوجته، وقال البحيرى بأن كلام فضيلة الإمام الطيب ورأيه مخالف للدستور والقانون، وأن كلام فضيلته خطأ.. وأن الدستور أقوى من أى مؤسسة فى مصر.. ولقد قام أهل الاختصاص والعلم بالرد على كلام بحيرى لأنهم أهل لذلك، ولست هنا للدفاع عن شيخ الأزهر القيمة والقامة والمقام، ونقتبس من الإعلامى الكبير عمرو أديب عبارته–إذا سمح لنا–«خاليكوا معانا» عندنا حكايات فى الحلويات.

الأولى:

لماذا استضاف عمرو أديب إسلام بحيرى تحديدًا للتعليق على كلام لفضيلة الإمام منشور فى ٢٠١٩، الذى أكد فيه فضيلته أن ضرب الزوجة ليس فرضًا، وليس واجبًا وليس سُنة..!!، ما الهدف من المداخلة المعروف نتائجها مسبقًا، سوى إثارة نوع من الجدل والبلبلة، ومع من؟!.. مع فضيلة الإمام الأكبر الطيب.. وكان من الأولى استضافة فضيلة الإمام للتعليق وأخذ رأيه مباشرة أو من ينوب عنه، بدلًا من طريقة اللعبة الحلوة.. باصى وأنا أشووووت.. فقد تصلح هذه الطريقة مع أى أحد غير فضيلة الإمام.. صح يا أستاذ عمرو ولا أنا غلطان!!

الثانية:

لم يكن هجوم بحيرى على الإمام الطيب مقصودا به شخص الطيب ذى المكانة العلمية الرفيعة، بل المقصود منه الهجوم على الرمز الذى يمثله الإمام لدى المسلمين، وبقوله بأن الدستور أقوى من أى مؤسسة–وهذا صحيح– فالدستور يحكم الجميع ويرعى الجميع، ويضع ضوابط للجميع، إذًا ما الجديد سوى الإيهام بأن الأزهر فوق الدستور أو أقوى منه!!، لماذا هذا الكلام الذى لا داعى منه، ولا مبرر لوجوده من الأساس.. أليس كذلك ولا أنا فهمت غلط؟!

فكرة الهجوم على رموز الدين الإسلامى ليست بجديدة، وقد بدأها عدد من المستشرقين على اختلاف مدارسهم ومناهجهم للهجوم على مصادر السنة النبوية والحديث الشريف للطعن فيه، مثل الهجوم على الإمام البخارى، تحت زعم تنقية التراث من الشوائب، والهدف الأساسى هو التشكيك فى الحديث الشريف ومصادره، للتشكيك فيما هو أبعد من ذلك، فمنهج الاستشراق فى الأغلب الأعم يقوم على دراسة الإسلام لغة وعقيدة وقرآنًا وسنة وحضارة وتاريخًا للهجوم عليه.

يقول المستشرق الالمانى ستيفان وايلد المتخصص فى العلوم الإسلامية أنه يوجد جماعة يسمون أنفسهم مستشرقين سخّروا معلوماتهم عن الإسلام وتاريخه فى سبيل مكافحة الإسلام والمسلمين، وهذا واقع مؤلم لابد أن يعترف به المستشرقون المخلصون لرسالتهم بكل صراحة.

ويقول المستشرق البريطانى هامِلْتُون جب فى كتابه "وجهة الإسلام "، بأن النتيجة الخالصة لهذه الحركة التعليمية أنها حررت نزعة الشعوب الإسلامية من سلطان الدين دون أن تحس الشعوب بذلك.

ولقد احتلت قضايا المرأة والأسرة المسلمة، مثل قضايا الميراث والطلاق والنكاح وموقف الشريعة من تنظيم وتحديد النسل، اهتمام كثير من المستشرقين مثل جوزيف شاخت أكثرهم تركيزًا على نشوء الفقه، ويرى أن معظم الأحاديث النبوية تم تأليفها، ويشكك فى صحة عدد كبير من الأحاديث النبوية، ويقول بأنها وضعت لدعم حجج وآراء الفقهاء فى ذلك الوقت.. وقد تم الرد على كل هذه الادعاءات من قبل أهل العلم والاختصاص.

الثالثة:

فى كتاب خراب الأمل لمارك مانسون ذكر حكاية فى «الحلويات»، يمكن ربطها بماسبق للدلالة على تسويق أفكار ظاهرها الإصلاح وباطنها الخراب، يقول مانسون بأن النساء لم يكن يدخن فى عشرينيات القرن الماضى، وكان هذا الأمر يمثل مشكلة بالنسبة لشركات التبغ، لأن نصف السكان لا يدخنون السجائر التى تصنعها، فقررت الشركة الأمريكية للتبغ فى ١٩٢٨ أن تستعين بأدوارد برنايز وكان شابًا طموحًا فى مجال التسويق آنذاك، الذى قرر أن يجتذبهن للتدخين من خلال قيمهن لا أفكارهن، فاستعان برنايز بمجموعة من النساء وجعلهن يشاركن فى استعراض كبير، وكانت خطته بأن تتوقف المشاركات جميعهن ويشعلن سجائرهن فى وقت واحد، واستأجر مصورين لكى يلتقطوا صورًا جميلة لهن، ثم نشر تلك الصور فى الصحف الكبرى كلها، وقال للصحافيين إن أولئك النسوة، لم يكن يشعلن السجائر فحسب، بل يشعلن مشاعل الحرية، معلنات عن قدرتهن على تأكيد استقلاليتهن، وقد تمكن برنايز من إيصال رسالته القائلة: "التدخين يعادل الحرية"، فتضاعفت مبيعات التبغ، وصار هو رجلًا ثريًا، وتحققت المساواة بين الرجال والنساء من حيث فرص الإصابة بسرطان الرئة!! …

هناك صنف من الناس لا تفرق موازينها بين الحجارة والذهب، يقول العقاد:

عدلُ الموازينِ ظلمٌ حين تنصبها

على المساواة بين الحر والدونِ

ما فرَّقت كفةُ الميزان أو عدلتْ

بين الحلى وأحجار الطواحينِ

[email protected]