عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

نموذج فريد فى مصر دفعنى للتوقف عن سلسلة مقالات «الجنزورى المفترى عليه» على أن أعود إليها لاحقاً.

عرفت مصر نظام البعثات التعليمية منذ القدم، ويرجع الفضل فى ذلك إلى محمد على، مؤسس مصر الحديثة، الذى استحدث نظام البعثات إلى أوروبا لنقل الخبرات والمساهمة فى بناء البلاد. عرف محمد على أهمية التعليم وأيقن أنه لا نهضة بدون علم، وأن التعليم هو أساس التقدم واللحاق بركب الحضارة.

ومنذ هذا التاريخ والبعثات المصرية للخارج لا تنقطع سواء كانت على نفقة الدولة بنظام الابتعاث الخارجى أو على نفقة الدارسين بنظام الإشراف العلمى.. كان هذا الأمر يحدث تحت إشراف منظومة عقيمة يحكمها الروتين والبيروقراطية.. وفى مكان غير آدمى بمجمع التحرير.. كنت تشعر عند دخولك إلى هذا المكان بأنك فى «سويقة» وليس فى مؤسسة حكومية تساهم فى نهضة البلاد وتقدمها.. الشىء المحزن أن هذا المكان وهذا النموذج من الإدارة.. وهذا النظام العقيم كان يترك أثراً سيئاً على المبتعث حتى عندما ينجح فى مهمته بالخارج ويصبح ذا شأن عظيم.. الصورة الذهنية للفوضى واللامبالاة وطريقة التعامل والتعقيدات والروتين والمكان نفسه.. كل هذه التفاصيل لا تفارق المبتعث أبداً طوال رحلته العلمية.

ومنذ فترة بسيطة من الزمن تبدل الحال وأصبحنا نعيش فى حلم.. تحولت إدارة البعثات إلى نموذج فريد لم أكن أتصور أن نصل إليه فى يوم من الأيام.. نموذج يضاهى أوروبا وأمريكا.. لا تجد له مثيلاً إلا فى الدول المتقدمة.. نموذج يبعث الأمل ويترك صورة مشرقة فى ذهن المبتعث والدارس.. نموذج يؤكد أن النهوض والتحول ليس بالشىء المستحيل.. وأن المشكلة عندنا ليس فى الإمكانات المادية التى أصبحت شماعة للفشل.. ولكن المشكلة فقط فى الإدارة الناجحة.

البداية كانت بقرار انتداب من الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى للدكتور هيثم حمزة الأستاذ بهندسة القاهرة ليكون مشرفاً على إدارة البعثات.. آمن الرجل بأن الثقافة وحوار الحضارات جسراً للتواصل بين دول العالم وشعوبه، ووضع هذه العبارة فى مكان بارز على البوابة الإلكترونية للبعثات.. وبدأت رحلة النجاح بالانتقال من الموقع العشوائى فى مجمع التحرير إلى مكان آدمى راقٍ فى حى السفارات بمدينة نصر.. وبعدها انتقلت إدارة البعثات إلى مستوى عالمى فى الأداء والتعامل مع أبناء الوطن.. كل شىء رقمى.. كل شىء عن طريق الموقع الإلكترونى منذ اللحظة الأولى.. يبدأ التسجيل على الموقع ورفع صور الشهادات وبعدها تبدأ الإجراءات من حيث الحصول على الموافقات والتأكد من صحة الأوراق المرفوعة.. كل هذا يتم بصورة إلكترونية، وفى كل خطوة يتم إخطار الدارس بالنتيجة عن طريق الإيميل.. موقع البعثات مربوط مباشرة بجميع الوزارات والجهات المعنية، وفى مقدمتها وزارة الخارجية والسفارات والقنصليات فى الخارج للتأكد من صحة الأوراق المقدمة إلكترونياً.. وقد أدهشنى ما علمته من لجوء البعض إلى تزوير شهادات موثقة ثم رفعها على موقع البعثات، ولولا النظام الجديد المحكم لنجح هؤلاء فى التحايل والنصب والتزوير.. وبعد إنهاء الإجراءات يتم تحديد موعد فى المقر الرئيسى لتقديم أصول باقى الأوراق للاطلاع عليها ومطابقتها والتأكد من صحتها.. كل هذا يتم من خلال منظومة إلكترونية علي مستوي عالٍ.

إنها منظومة عالمية لم أكن أتوقع أن تكون موجودة فى مصر.. وأعتقد أن هذه ثمار ما زرعه الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى.. فالرجل أصلح منظومة الابتعاث والإشراف العلمى بقرارات ثورية غير مسبوقة، خلصتنا من الفوضى ووضعتنا على الطريق الصحيح.. ويبدو أن الوزير يحسن اختيار معاونيه، ولولا ذلك ما اكتملت منظومة النجاح.. فقد جاء بأفضل متحدث رسمى فى مصر -بعد هانى يونس، متحدث ومستشار رئيس الوزراء- وهو الدكتور عادل عبدالغفار، وجاء بالدكتور هيثم حمزة للبعثات الذى قدم نموذجاً نفتخر به.

إن مصر تستحق الكثير.. والنجاح ليس صعباً.. فقط يحتاج إلى إرادة وإدارة قوية واعية وعزيمة لا تلين.. وتجربة البعثات خير دليل.