رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

 

 

 

قدم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الميثاق كوثيقة للشعب وجاء فيه إن الأسرة هى الخلية الأولى للمجتمع مشددًا على دور الأسرة كأم وأب وجد وجدة فى خلق الوعى ودعمه بالعلم والمعرفة وتشكيل الرؤية المستقبلية للنشء وضمان تفريخ أجيال واعية تحمى الوطن وتتسلح بالأديان والقيم.

وجاء بعده الرئيس أنور السادات عليه رحمة الله ورضوانه حيث أعاد القيم وطالب بإعادة  بناء الشخصية المصرية وساهم هو شخصيًا فى إعادة القيم وأخلاق القرية، كما صرح، وأراه نجح فى كثير مما أراد ولقى تجاوبًا من المصريين وعانقت شعبيته عنان السماء عقب حواره الشهير للراحلة همت مصطفى المذيعة الشهيرة والراقية من قريته ميت أبوالكوم.. حقًا كان بطلاً للحرب والسلام والحفاظ على القيم المصرية.

وعشنا أنا وجيلى كله بين شخصيات تعد لنا المثل الأعلى.. حيث كان يستضيفنا أستاذنا الجليل جلال الدين الحمامصى فى جريدة الأهرام العريقة لنجلس مع كبار الكتاب والفلاسفة أيضًا وكنا نناقش توفيق الحكيم ونقول له كيف فقدت وعيك إبان حكم عبدالناصر؟ ونناقش وننقد ونحن طلاب الجامعة نجيب محفوظ ويحكى لنا عن أفلامه وقصصه ورواياته، أما الكاتب إحسان عبدالقدوس فكان رائعًا عندما حكى لنا عن السيدة والدته فاطمة اليوسف والتى اسست مجلة «روزاليوسف» فى وقت لم يكن للمرأة تواجد على الساحة السياسية والصحفية.. وكم كنا نسعد بلقاءات العمالقة.

وما لا يمكن نسيانه أو تجاهله فيما كنا نتخذهم مثلاً أعلى بل ونقلدهم كشابات وطالبات بإعلام القاهرة «الفنانات» نعم، كنا نقلد تسريحة شعر سعاد حسنى رحمها الله فى فيلم «خلى بالك من زوزو» وعرفت «بكحكة زوزو» وكان أكبر «كوافيرات مصر» ينفذونها للمصريات، وأسلوب ليلى طاهر فى الحوار كنا نتعلم من الفنانات وأذكر اللباقة والابتسامة من الفنانة الراقصة تحية كاريوكا.. أما صراحة مريم فخرالدين فكانت تبهرنا ونحن طالبات بالجامعة.

علمتنا د. نعمات أحمد فؤاد بطلة موقعة هضبة الأهرام والكاتبة المرموقة التى عاشت كصعيدية تدافع عن آثار مصر وقيمها وتقاليدها وكتبت «أعيدوا كتابة التاريخ» وأحدث هذا الكتاب ضجة كبرى عام 1974 وكتب عنه فى جريدة طلابية هى «صوت الجامعة» وإذا بابنتها د. حنان طاهر تحضر لكلية الاعلام ونتقابل وتطلب زيارة لوالدتها حيث أعجبت بما كتب وتريد معرفتى ويومها شعرت أننى أحلق فى السماء فرحًا ومنحنى أ. جلال الحمامصى مكافأة أن منحنى إعارة لقراءة الكتابين «الأبيض والأسود» وهما هجومه على مصطفى باشا النحاس ورد سيادته على ما أثاره الحمامصى.. وفوجئ بأننى أعرف كليهما وقرأت الكتابين.

هكذا عشنا حياتنا ولدى شعور صادق بأن العدو عقب انتصارنا التاريخى فى أكتوبر 1973 بدأ -إن لم يكن عقب أزمة مارس 1954- يهدم الانسان المصرى بأفقية شديدة كلعبة البولينج وأهم سلاح استخدمه هو هدم القيم وهذا ما ينفذه عدد قليل من الفنانين والناقدين ومن كان مثلاً أعلى أصبح معولاً للهدم.. لن أناقش اسماء ولن أعلق على تصرفات ولكن لمصر الأزهر والكنيسة وحضارة تتحدى العدو ومن جنده وتحافظ وتحفظ مصر الأبية و«إنا لله وإنا إليه راجعون».