عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

 

 

 

 

عندما يذهب رئيس الوزراء والكثير من الوزراء فى البلدان الأوروبية أو فى أى دولة كبرى متقدمة إلى عمله على دراجته، أو بسيارته الخاصة المتواضعة، ويتقاضى بدل انتقالات بسيط يعادل القيمة الحقيقية لتكلفة انتقاله من بيته لعمله دون تهويل أو مبالغة لأنها أموال الدولة، أموال عامة تخص الشعب ودافعى الضرائب، فهو يفعل ذلك عن قناعة راسخة ونظام عمل ولوائح وقوانين مؤكدة، أنه مجرد موظف لدى الدولة، ولكنه بدرجة أعلى، ومهمته العمل لخدمة المواطنين، وليس لإهدار أموالهم فى «زفة كدابة» و«فخفخة» ليس لها لزوم، لذا لا ترافقه زفة موكب للحراسة، ولا قوات أمن تفسح له الطريق، وتعطل من أجله المرر والمواطنين نصف ساعة أو أكثر، وتتسبب فى ارتباكات وحوادث.

وليست القناعة وحدها بأنه مجرد موظف هى ما تجعله يسير بلا مواكب حراسة، بل لأن نظام الدولة نفسه يفرض عليه حماية يحب أن نفهم مضمونها، حماية معنوية وعملية منطقية، فالوزير ليس هو من يضع خطة العمل بالوزارة، ولا تتغير خطط العمل ولا النظام بالوزارة مع تغيير بآخر، ليأتى من بعده بخطة جديدة ينسف بها خطط وجهود من قبله، وليقول لمن حوله ولمن سبقه «أنا أهو»، «أنا الجديد والفريد» بل هناك خطة عامة للحكومة لكل وزارة، وتكون خطة عشرية على الأقل، أى لمدة عشرة أعوام، قد يطرأ عليها بعض التغيير والتطوير نتيجة متطلبات جديدة أو مستجدات سياسية واقتصادية وشعبية، ولكنها فى النهاية ليست خطة الوزير شخصيًا، بل هو فقط منفذ للخطة المرسومة للدولة والتى يقرها البرلمان.

ومن هذا المنطلق، من الصعب أن تتولد عداوة بين الوزير والخطط التى يطبقها وبين الشعب، لأنها خطة دولة وحكومة، وبالتالى لا ينتاب الوزير ولا رئيس الوزراء حتى الخوف من المواطنين أن يستهدفوه بأذى أثناء توجهه للوزارة، اللهم إلا إذا كان هناك إرهابيون مثلاً يترصدونه لزعزعة الأمن العام للدولة باغتيال وزير أو حتى خفير، على النقيض تمامًا مما يحدث فى بعض الدول، فكل وزير يأتى وفى جيبه خطة جديدة للعمل، ينسف بها أو يحقر عمل من كان قبله، ويتم «توزير» العمل وصبغه بصبغته الشخصية تقريباً، وليس هذا فقط، بل كل وزير يأتى يغير من أثاث المكتب الوزارى ويعيد تجديده بالملايين، ويغير طاقم الحراسة الخاص، وطاقم المستشارين والعاملين، ويتم ركن أو إحالة من كانوا يعملون مع من سبقه فى الوزارة إلى التقاعد المبكر مثلاً أو نقلهم لأماكن أخرى، وكأن الوزير يأتى ومعه بطانته التى ستهلل وتصفق له وتقول له آمين، وإن طاقم الأمن والسكرتارية والمستشارين والعاملين الذين كانوا يعملون مع من سلفه غير موثوق بهم.

 

 

[email protected]