عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

رأى مجلس الشيوخ عدم تشغيل الأطفال لأقل من 15 سنة، بل قرر حظر تشغيلهم، وربما يكون رأى مجلس الشيوخ صائبًا ولكن أين يقضى هؤلاء الأطفال أوقاتهم؟ وكيف تمر عليهم الاجازات الصيفية؟ ولاسيما أن غالبية الأسر المصرية ومع تداعيات «كورونا» لا تستطيع السفر للمصايف أو الاشتراك فى النوادى أو حتى قضاء الوقت بمراكز الشباب.. ناهينا عن الفراغ الذى سوف يعصف لا قدر الله بمستقبل هؤلاء الأطفال الذين يسدون هذا الفراغ ما بين صحبة «شلة السوء» أو الوقوف بالطرق والشوارع وانتاج مشاكل لا حصر لها مع احتمال كبير لتناول المخدرات وبداية السرقات وأخطرهم من وجهة نظرى الاستسلام الكامل لمواقع التواصل على النت والتى أراها فى الغالبية منها مواقع التباعد الاجتماعى والأخلاقى وربما هى الأرض الخصبة لعدم حب الوطن والانتماء إليه.. وكم من الأسر والبيوت أغلقت وانهارت بسبب هذه المواقع والتواصل الملعون.

وأتساءل كيف نترك الطفل أقل من 15 سنة اسير المدرسة شتاءً والنت صيفًا؟ وكيف سيتم توارث المهن الحرفية والتى يبذل الرئيس السيسى جهودًا جبارة وتنفذها وزيرة قديرة هى د. نيفين جامع بكل نجاح وتتابع بكل جدية وتعلن عن معارض بالداخل والخارج وتحقق نجاحات على مرأى ومسمع من العالم كله.. كيف نحافظ على هذه المهن من الاندثار؟ ولدينا النماذج الناجحة لعمل الأطفال وتحدث عنها الاعلام كثيرًا وعلى سبيل المثال «بائع الفريسكا» والأطفال الذين يساعدون الأم فى عملها الحر المجهد لها؟ إن الفراغ عدو الحياة والعمل يرفع الانسان ويعز الوطن ويغنيه.. ففى دمياط قلعة الصناعة الوطنية كانت مدارسها منتجة بمعنى الكلمة وتوارث الأطفال مهن الآباء ولدينا أمثلة ناجحة حتى الآن فكيف لا نجعلهم يعملون ونحن نستطيع أن نخلق كوادر صغيرة «كالمنتج الصغير» كان الأب يعلم الأبناء بالورشة ويذهبون للمدرسة يجدون مادة «الدراسات» ومع مدرس متخصص يصنعون الأخشاب وينتجون منها فازات والملاعق الخشبية والشماعات وأشياء كثيرة ويتم عمل معرض فى نهاية العام الدراسى وتطور بعد ذلك لمعرض دائم وكسب المدرس أفضل الحوافز وحقق الطالب من السنة الأولى الاعدادية -وكان هناك تلاميذ بالمدارس الابتدائي- دخلاً تعلموا من خلاله قيمة العمل والجدية فيه والبعد عن الفراغ وأمراضه.

كان بدمياط المدرسة الزراعية ومساحتها 14 فدانًا كما قال لنا المحافظ الراحل والعالم الجليل د. عبدالعظيم وزير واصطحبنا بجولة بها فوجدنا مزرعة نموذجية وانتاجًا لكل معطيات الألبان ويعمل بها المدرس والطالب والعامل والادارى وصناعة كل المكاتب والكراسى و«دكة» التلاميذ وترابيزات الاجتماع وهنا أصدر د. وزير قرارًا بقصد مشتريات الأجهزة الحكومية ودواوين المحافظة كل مستلزماتها من هذه المدرسة فكان العمل المنتج يبدأ عقب صلاة الفجر ويستكمل بعد أوقات الدراسة.. وكان د. وزير متعجبًا من تفوق التلاميذ وانتماء المدرسين للعمل والمدرسة وتتزايد موارد المدرسة يوميًا وعند تخرج الطالب يتحول مباشرة لمنتج وصاحب مشروعات وليس مشروعًا واحدًا فهل يجوز أن يتخرج الطالب من المدرسة الاعدادية بلا تعليم «لكسب السوق» بلغة العصر عند سن الـ15 سنة وأى تعليم سوف يثمر؟

إن هذا النمط احتاج معظم الشباب الذين لا يرون انفسهم إلا بالجلوس على مكتب بلا علم ولا خبرة ولا ناتج يعود على الشباب أو الوطن.. وللحديث بقية.

من أحلى ما قرأت وأدق وصف ما قاله أ. د. صلاح الغزالى استاذ أمراض الباطنة بقصر العينى عندما وصف الاعلام قائلًا «إعلام خالى الدسم».. برافو د. صلاح.