رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

نشأ قبل الطب الحديث وتراكمت خبرات الشعوب فيه حتى أصبح علما مؤكدا قامت عليه دراسات العلوم الصيدلية الحديثة التي قننت في كليات الصيدلة في العالم أجمع.  تكمن خطورة الطب البديل في اعتقاد البعض بل ورغبتهم المكبوتة في تحويله من طب بديل الى طبيب بديل, فالطبيب يدرس العلوم الأساسية في بداية دراسته ، يتبعها بعلوم التشريح والأنسجة ووظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية، وهو في هذه المرحلة لا يتطرق إلى المرض بل إلى معرفة الحالة الطبيعية التي يكون عليها الانسان سواء تشريحيا أو ميكروسكوبيا أو وظائفيا أو كيميائيا, تستتبع ذلك دراسة لعلوم الأمراض والأدوية والكائنات الدقيقة من ميكروبات وفيروسات وطفيليات يمكن أن تصيب جسم الانسان فتحدث المرض, ثم تكون المرحلة النهائية في دراسة علوم الأمراض الباطنية والجراحة وأمراض الأطفال وطب العيون والأنف والأذن والحنجرة وطب النساء والولادة، وطب المجتمع والطب الشرعي، تعقبها سنة للتدرب كطبيب في كل هذه الفروع التي درسها, ثم بعد ذلك يقضي الطبيب فترة عامين كنائب في فرع للتخصص يختاره حسب اختياره ودرجاته المؤهلة، ثم يحصل على درجة الماجستير أو الدبلوم التي تؤهله للقب اخصائي، وقد يستمر في الدراسة للحصول على درجة الدكتوراة أو الزمالة، ويستمر في الدراسة ومتابعة الأبحاث الجديدة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

كل هذه الدراسة المرهقة والطويلة والمتخصصة يجيء من يعتقد أنه من الممكن استبدالها بدورة تدريبية أو قراءة في كتاب أو قفز على الحقائق لمجرد أنه أعجب أو تعرض أو شاهد شيئا من الطب البديل أو مارس هواية في جمع الأعشاب أو درس في فرع قريب من جسم الانسان، أو حتى رغب مجرد رغبة في أن يمارس دور الطبيب المعالج طمعًا في جمع المال أو إرضاء لنفسية مريضة.

ومع هوجة الطب البديل رأينا من يركب الموجة، فهذا متخرج في كلية التجارة قرأ أو درس دورة تدريبية في العلاج الطبيعى ,فيبدأ في علاج الناس مسبغا على نفسه لقب دكتور، وهذه مهندسة عولجت بالابر الصينية بالجسم، وتعجبها الطريقة فتقرر دراستها ثم العلاج بها، وتطلق على نفسها لقب خبيرة, وهذا سائح غربي أتى الى بلد عربي مع بعض المعلومات عن العلاج الطبيعى ، فيعجب بالبلد وبطيبة أهله ويقرر الاقامة الدائمة فيه، فيطلق ذقنه ويسمي نفسه الشيخ فلان وينطلق معالجا أطفال الطبقة الراقية في هذا البلد مستغلا انبهار الناس بالأجنبي المستشرق الذي أصبح منهم، ويشرع في اعطاء  دورات تعليمية برسوم عالية لا يتقاضاها الا بالدولار، كل ذلك وهو ليس بطبيب مرخص، ولا تقترب منه سلطات ذلك البلد العربي، وهو في هذا يستغل طيبة وسذاجة وانبهار الناس.

هذا وتقدمه وسائل الاعلام المختلفة على أنه أهم علماء الطب البديل في العالم,وهو ليس طبيبا ولا يمت إلى الطب بصلة، بل هو متخرج في كلية التربية الرياضية، وتجده منتشرا انتشار النار في الهشيم في الفضائيات المختلفة يتكلم عن علاج كل الأمراض بعصير البنجر والشمر, ويتحدث عن علاج المرضى في عيادته، مسبغا على نفسه ألقابا من بلاد لا بد أن تكون بالقطع بعيدة عن بلادنا حتى لا تطارده الشرطة بتهمة ممارسة الطب دون ترخيص.

مريض كان يشكو من ألم في كتفه فأرسلت ابنته لواحد من هؤلاء الأطباء الوهميين الذي وعدها بالحضور لتدليك الكتف بأجهزته، لولا أن حباها الله بمن ينصحها باستدعاء طبيب باطني للكشف على الوالد، فوجد أنه مصاب بذبحة قلبية نتيجة ضيق الشرايين التاجية للقلب، والتي تعطي أعراضا منها آلام الكتف, ولولا ستر الله لكانت الكارثة.

[email protected]